باتت الأنهار والبحيرات والمسطحات المائية في شمال سوريا مصدر خطر كبير على الأهالي الذين يقصدون تلك المناطق بغية التنزه والسباحة والترويح عن النفس، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً.
إذ توفي الشاب العشريني “فوزي كنو”، غرقاً أثناء سباحته في مياه نهر عفرين، عند شلالات كمروك، يوم أمس ، وتم العثور على جثته بعد بحث ليلة كاملة منذ مساء الجمعة الماضية، عن طريق فرق “الدفاع المدني السوري” ، التي تحاول جاهدة إنقاذ حالات الغرق والتخدير من خطورة السباحة في الأنهار.
كما لقي الطفل “عبد العزيز الشيخ علي” حتفه غرقاً بمياه بحيرة ميدانكي قرب عفرين شمالي حلب يوم الجمعة أيضاً، فيما تم إنقاذ الشاب “حسن الشعبان” 22 عاماً من الغرق في مياه ذات البحيرة.
مراسلة SY24 تواصلت مع “بيبرس مشعل” مدير المديرية الخامسة في الدفاع المدني السوري، في ريف حلب الشمالي، للوقوف على أسباب ازدياد حالات الوفاة غرقاً أثناء السباحة، حيث أكد أن “بحيرة ميدانكي ونهر العاصي وسواقي المياه في عفرين ونهر الفرات، تعتبر أماكن خطرة جداً وغير ملائمة للسباحة، بسبب طبيعة المياه في تلك المسطحات وعمقها أو قوة الأمواج في الأنهار والتي تسحب الشخص إلى العمق وتسبب موته غرقاً دون التمكن من محاولة إنقاذه”.
ونوه من خلال حديثه إلينا، إلى “ضرورة عدم محاولة إنقاذ أي غريق مهما كانت صلة القرابة، بل طلب المساعدة من فرق مختصة كالدفاع، وتأمين وسائل الأمان في حال وجود شخص متمرس على الإنقاذ، إضافة لإخبار فرقنا بأسرع ما يمكن”.
كما أكد أن” المناطق التي تنتشر فيها المسطحات المائية في شمال غربي سوريا تكثر فيها حالات الغرق كل صيف، ولاسيما عندما يقصدها المدنيون بغرض السباحة، دون الانتباه لخطرها على حياتهم حيث أن معظم هذه المسطحات كانت تضاريس غمرتها المياه وتصعب معرفة تضاريسها وأماكن الحفر العميقة فيها، إضافة لانعدام الرؤية في مستويات قريبة من ضفاف المسطحات بسبب انتشار الطين فيها بكثافة، إضافة لبرودة مياهها الشديدة”.
إذ يفتقد أغلب الأشخاص اصطحاب وسائل الأمان من الغرق كالحبال والإطارات المطاطية التي تساعد على الطفو، تهاوناً منهم بعدم خطورة السباحة فيها، كما أن عليهم مراعاة الأوقات المناسبة للسباحة، حيث يزداد منسوب المياه في كثير من الأحيان وتزداد سرعة التيار ما يزيد من احتمالية الغرق بشكل أكبر تبعاً للظروف المناخية المتقبلة.
وفي أحدث إحصائية لحالات استجاب لها الدفاع المدني السوري، منذ بداية العام الحالي 2022 حوالي 14 نداء استغاثة لحالات الغرق في شمال غربي سوريا تمكنت الفرق من إنقاذ 6 مدنيين وانتشال جثامين 10 آخرين.