حذّر وفد أممي رفيع المستوى أجرى زيارة لمخيم “الهول” بريف الحسكة شرقي سوريا، من مغبة ترك الأوضاع الأمنية دون معالجة داخل المخيم خشية من تأثير ذلك على المنطقة وخارجها، لافتاً إلى تدهور الأوضاع الإنسانية هناك.
وحسب ما وصل لمنصة SY24، فإن الوفد الأممي زار المخيم برفقة رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، واطّلع الوفد مباشرة على الظروف القاسية على أرض الواقع.
ولفتت الأمم المتحدة في تقرير لها إلى أن السكان داخل المخيم يجدون أنفسهم محرومين من حقوقهم، ومستضعفين ومهمّشين.
ووصفت المخيم بأنه “عبارة عن مجمّع خيام بائسة، ومترامي الأطراف تحت أشعة الشمس الحارقة، وبات سكنا إجباريا لعشرات الآلاف من الأشخاص لسنوات عديدة حتى الآن”.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا “عمران رضا”، إنه “الهول ليس مكانا للأطفال بل إن 50% من إجمالي سكان المخيم وعددهم 56.000 فرداً حاليا هم دون سن 12 عاما، وكثير من الناس لا سيّما الأطفال لم يطلبوا أبدا أن يكونوا جزءا من هذا الوضع اليائس الذي لا تبدو له نهاية في الأفق، حسب تقرير الأمم المتحدة.
من جانبها أشارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق “جينين هينيس” إلى أن “إبقاء الناس في ظل ظروف مقيّدة وسيئة يؤدي في نهاية المطاف إلى مخاطر على مستوى الحماية والأمن أكثر من إعادتهم بطريقة منضبطة”.
وأضافت أن “العراق يثبت أن عمليات الإعادة المسؤولة ممكنة، من خلال إيجاد حلول كريمة ترتكز إلى مبادئ كل من المساءلة وإعادة الإدماج”.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن “الأوضاع الإنسانية والأمنية الحرجة للغاية، تدهورت أصلا في الأشهر الماضية، مما يجعل المخاطر المرتبطة بهذه الكارثة بطيئة الحركة أكثر وضوحا، وهي أن مخيما مثل (الهول) يغذي الاستياء ويلهم الإرهابيين، من عمليات الاختراق إلى الهجمات واسعة النطاق”.
وحذّرت الأمم المتحدة “من أنه إذا ما تُرك من دون معالجة، فإن الوضع سيؤثر حتما على المنطقة وخارجها”، لافتة إلى أن “”الحل الدائم الأفضل والوحيد هو السيطرة على الوضع، وإدارة العودة بسرعة وحسم، وبروح الشراكة، لمنع تركةِ معركة الأمس ضد داعش من تأجيج صراعِ الغد”.
وتمت إعادة أكثر من 2.500 عراقي إلى بلادهم، لكن وجود آلاف العراقيين (نحو 28.000 مواطن عراقي) في المخيم حتى الآن، يجعل السلطات العراقية تدرك أنها لا يمكنها التوقف عند هذا الحد، حسب التقرير الأممي.
ومطلع حزيران الجاري، خرجت دفعة كبيرة من العوائل العراقية باتجاه مخيم “الجدعة” وغيره من المخيمات الأخرى في العراق، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقبل أيام، أكدت مصادر في الخارجية العراقية استعداد بلادها لاستقبال العائلات العراقية المتواجدة في مخيم “الهول”، مشددّة على على ضرورة معالجة الوضع الإنسانيّ للعائلات هناك.
وتتزامن عملية الإعادة مع مطالب اللاجئين العراقيين في مخيم “الهول” لحكومة بلادهم، بالإسراع في إعادتهم إلى العراق في ظل استمرار جرائم القتل وسوء الأوضاع الأمنية.