تلقى عدد من الأساتذة والمعلمين الذين شاركوا بمراقبة امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية بمدينة ديرالزور، رسائل تهديد من عناصر في الأجهزة الأمنية التابعة لقوات النظام السوري، وأيضاً من عناصر الميليشيات الإيرانية المحلية، بسبب رفضهم مساعدة بعض الطلاب ممارسة الغش أثناء الامتحانات، ناهيك عن تعرض بعضهم للاعتداء المباشر من قبل هؤلاء العناصر.
عمليات الاعتداء التي تعرض لها مراقبو الامتحانات شملت قيام عناصر المليشيات بتحطيم نوافذ سياراتهم وثقب عجلاتها، ومضايقتهم على الحواجز العسكرية وتوقيفهم عندها لعدة ساعات دون أي داعي، ناهيك عن عمليات التفتيش المهينة التي يتعرض لها المعلمون وتوجيه ألفاظ نابية بحقهم من قبل هؤلاء العناصر دون أي سبب.
“خالد الهواس”، وهو أستاذ من مدينة ديرالزور ورئيس مركز “حميد الدكماوي” الامتحاني، كشف عن تعرضه لضغوط كبيرة من قبل أولياء أمور الطالبات ومن بعض مسؤولي مديرية التربية وضباط الأجهزة الأمنية، الذي قاموا بـ”إعفائه من رئاسة المركز ونقله إلى مركز امتحاني آخر عقب قيامه بضبط عدة حالات غش داخل المركز”.
وقال الهواس، في منشور له على صفحته الشخصية بـ فيسبوك، أنه “تعرض لخسائر مادية تقدر بقرابة 200 ألف ليرة سورية جراء قيام أحد الأشخاص بتحطيم زجاج سيارته الخلفية، مع تعرضه في وقت سابق للتهديد من قبل أحد عناصر الأمن العسكري المنحدر من ريف اللاذقية، بعد منعه من الغش أثناء تقديمه الامتحان العام الماضي”.
من دورها، تحدثت المعلمة “أم ياسين” عن تقديمها “طلب إعفاء من مراقبة الامتحانات هذا العام بعد تعرضها العام الفائت لضغوط كبيرة من قبل أحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني، للسماح لابن أخته بالغش أثناء امتحان الشهادة الثانوية مع عدم قدرتها على الرفض، بعد تهديدات باعتقال زوجها وتسليم أبناءها للشرطة العسكرية لأداء الخدمة الإجبارية”، على حد قولها.
وقالت المعلمة في حديثها لمنصة SY24: “لا أحد يستطيع أن يتخيل مقدار الضغط الكبير الممارس على المعلمين أثناء الامتحانات، وخاصة في الوقت الذي باتت فيه الميليشيات المسلحة تسيطر على المدينة وتمارس فيها شرائع الغابة، مع عدم قدرة المواطنين على الاعتراض على ممارساتهم أو مساءلتهم لغياب القانون”.
وأضافت أن “عدد كبير من الأساتذة تقدموا بطلب لمديرية التربية لعدم استدعائهم من أجل مراقبة الامتحانات هذا العام وأنا من بينهم، لأننا لا يمكن أن نشارك بهذه المهزلة التي يسمونها امتحانات الشهادة الثانوية، والتي تسمح لعناصر مسلحة أمية بالدخول في العملية التعليمية، ونقل نشاطها التشبيحي من الشوارع والحواجز العسكرية إلى أروقة الجامعات”.
والجدير بالذكر أن مراكز الامتحانات في مدينة ديرالزور شهدت العام الماضي، عدة تجاوزات كان أبرزها قيام أحد المراقبين بالقبض على عنصر في ميليشيا الدفاع الوطني وهو يقدم الامتحان عن رئيس الميليشيا “فراس العراقية”، ما خلق ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشارع المحلي، دفع وزارة التربية والتعليم لحرمان “العراقية” من تقديم امتحانات الشهادة الثانوية لعامين متتاليين.