أثار مؤتمر سوتشي جدلاً واسعاً بين السوريين ما بين معارض للمؤتمر ومؤيد له، في ظل رفض غالبية المعارضة له وتأييد الشخصيات المعارضة المقربة من موسكو ومؤيدي النظام السوري؛ فما رأي الطائفة المسيحية في المؤتمر؟
قمنا بزيارة لإحدى البلدات ذات الأغلبية المسيحة في المناطق المحررة من درعا وحملنا لكم استطلاع الرأي التالي:
السيد “يوحنا” من أبناء الطائفة المسيحة والذي أطلقنا عليه هذا الاسم لرفضه ذكر اسمه الحقيقي خوفاً من بطش النظام قال في حديثه لـ SY24: “جميع المشاركين في مؤتمر سوتشي هم خونة وعملاء للنظام، وبعيدون كل البعد عن آلام السوريين وتضحياتهم، ولا يسعنا تشبيههم إلا بالدواب التي لا تحمل العقل في رأسها فكيف لمحتل قاتل أن يرعى عملية سلام”.
فيما أشار السيد “يوحنا” إلى أن تشبيه روسيا بالدب لم يأت عبثاً، وإنما دلالة على قدرة الروس على المراوغة على مر التاريخ، وما هذا المؤتمر إلا تجسيداً لهذه المراوغة على الشعب السوري، وتأكيداً على عدم احترام الروس للإرث التاريخي والحضاري للسوريين من كافة الطوائف”.
“سوتشي قتل قبل أن يولد” هكذا عبر السيد “وحيد بشارة” عن مؤتمر سوتشي، وأردف السيد بشارة رئيس المجلس المحلي لبلدة “خربة” ذات الأغلبية المسيحية متسائلاً: “كيف لعاقل أن يذهب للحوار في مؤتمر مشروط كتب بيانه الختامي قبل أن يولد؟
من جهتها اعتبرت السيدة أم ذيب إحدى نساء الطائفة المسيحة الطاعنات في السن قائلةً: “لا نريد سوى سلاماً حقيقياً لنعود كسوريين إلى سالف عهدنا متحابين متعاضدين”.
فيما عبر السيد أبو مازن عن تأييده للمؤتمر قائلاً: “أنا مع أي عملية سياسية من شأنها حقن دماء السوريين سواء كانت في سوتشي أو آستانا أو حتى جنيف والرياض”.
هذا وقد وصف الكثير من الباحثين والمراقبين للشأن السوري مؤتمر سوتشي بـ “الفاشل”، مرجعين ذلك إلى رفض عامة السوريين له، واستطاعتهم تحطيم آمال الروس في تحقيق حل سياسي على مقاسهم.