مزارعو الرقة يبدؤون زراعة أراضيهم بالذرة الصفراء

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

باشر مزارعو مدينة الرقة التجهيزات لزراعة الذرة الصفراء التي تُشكل اليوم موسماً تكثيفياً أساسياً في المدينة، بعد غياب توقف استمر لعدة مواسم وبالذات زراعة الشمندر السكري الذي لم يُزرع في المدينة منذ العام  2012 بسبب توقف معمل السكر في الرقة عن العمل.

 

“عمار العلي”، 55 عاماً، مزارع من ريف الرقة الشمالي ورئيس جمعية فلاحية، أكد أنه بات يعتمد على زراعة الذرة الصفراء بشكل كبير جداً بعد ارتفاع سعر بيعها في السوق السوداء ولدى الإدارة الذاتية، التي حددت مبلغ 1100 ليرة سورية مقابل كيلو الغرام الواحد السنة الماضية، كما منعت نقلها والاتجار بها بين المدن والبلدات الواقعة ضمن مناطق سيطرتها بموجب قرار صادر عنها”، على حد تعبيره.

وفي مقابلة خاصة مع مراسل SY24، قال: “الذرة الصفراء من المحاصيل قصيرة الموسم، حيث تتراوح مدة زراعتها بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، وتختلف نوعيتها مع اختلاف نوع التربة الزراعية، لكن لا تخلو زراعتها من معوقات كثيرة، على رأسها نوعية البذور المستوردة إلى مناطق شمال وشرق سوريا المجهولة المصدر في أغلبها، وصعوبة معرفة النوعية الجيدة للزراعة على الرغم من كفالات التجّار الذين يؤكدون للمزارعين جودة البذور التي يبيعونها لهم”.

 

وأضاف أن “تكلفة الدونم الواحد من الذرة الصفراء تبلغ نحو 75 دولاراً أمريكاً متضمناً السماد، والمبيدات، والبذور وأجور الفلاحة واليد العاملة، ما تسبب بارتفاع سعر البذار بشكل لافت هذه السنة حتى وصل إلى 100 دولاراً أمريكياً للكيس الواحد مع تفاوته حسب نوعية البذار، علماً أن الكيس الواحد يكفي لزراعة ما يقارب ال5 دوانم من الأرض، في حين وصل طن السماد إلى 700 دولاراً أمريكياً وأصبح حلماً للكثير من المزارعين”.

 

في الوقت الذي يعاني فيه الفلاح من الحصول على  ما يسمى بـ “كرت المنشأ”، والذي يحق للمزارع بموجبه توريد محصول الذرة لمجفف الرقة الوحيد، والذي بات الحصول عليه أشبه بالمعجزة، حيث تم شرائه عبر سماسرة ب100 دولار للكرت الواحد، مما دفع الكثيرين إلى بيع محاصيلهم إلى التجار الذين اشتروه بسعر منخفض جداً عن السعر المحدد من قبل “الإدارة الذاتية”.

 

من دورها، باشرت “هيئة الاقتصاد” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” بإعادة تأهيل “مجفف” الذرة الصفراء في مدينة الرقة، والذي استقبل أكثر من 14 ألف طن من الذرة الصفراء الموسم الماضي،  والتي ساعدت على سد فجوة الطحين والقمح التي تعاني منها مناطق شمال شرق سوريا والتي سببت أزمة كبيرة في تأمين مادة الخبز ما تزال مستمرة إلى اليوم.

مقالات ذات صلة