أسعار مرتفعة تشهدها أسواق دمشق وريفها، فاقت القدرة الشرائية لغالبية الأهالي قبيل عيد الأضحى، وأصبح تأمين مستلزماته عبئاً كبيراً عليهم، خاصة لأصحاب الدخل المحدود، و اكتفت بعض العائلات بكمية شراء قليلة تصل إلى ربع ما اعتادت تحضيره سابقاً في مثل هذا الأيام.
مراسلنا في دمشق، جال في أحد الأسواق، ورصد لنا عينة من أسعار الحلويات، مشيراً إلى أن “صنفي المبرومة وكول وشكور بلغ ثمن الكيلو الواحد منهما 80 ألف ليرة، أما عش البلبل فوصل سعره إلى 65 ألف، فيما سجل كيلو المعمول بعجوة 55 ألف ليرة، فيما وصل سعر كيلو المعمول بالفستق الحلبي 70 ألف ليرة.
” أبو عمار” صاحب محل حلويات في مدينة التل بريف دمشق، أكد لمراسلنا أن “أسعار الحلويات زادت تقريباً حوالي الثلث عن أسعار عيد الفطر الماضي، ما جعل الأهالي تختصر كثيراً من قائمة المشتريات لديها بسبب الغلاء”.
يشكو باعة آخرون من ارتفاع أسعار المواد الأولية لصناعة الحلويات أهمها السكر والطحين والمكسرات كالجوز والفستق الحلبي الذي ساهم برفع السعر أيضاً، وزاد سعر الفستق الإيراني بنحو 50 بالمئة، والكاجو ارتفع بنحو 20 بالمئة والسبب حسب ما أوضحه التجار ارتفاعه من البلد المصدر له.
أما بالنسبة لصنف “المعمول” وهو الأكثر شهرة في الأسواق السورية الشعبية، فقد أفاد مراسلنا أنه رصد ارتفاعاً في أسعار مكوناته في سوق البزورية بدمشق، إذ وصل سعر كيلو الجوز إلى 45 ألفاً للكيلو، والتمر تراوح سعر الكيلو منه بين 20 – 25 ألفاً، أما الطحين فقد سجل 4000 ليرة للكيلو والسكر 4500 ليرة سورية للكيلو الواحد.
هذا الأسعار “المرعبة” كما وصفتها السيدة “شهيرة العبدالله” 45 عام، من سكان حي الميدان بدمشق، أجبرتها على التخلي عن فكرة صناعة حلو العيد في المنزل، إذ لا قدرة لها على دفع مبالغ مرتفعة لصناعة الحلويات التي تكلف أكثر راتبها الشهري، والبقاء طيلة الشهر دون مصروف كما أخبرتنا.
وعلى الجانب الآخر، لم تسلم الملابس وكسوة العيد من موجة الغلاء المرتفعة، بل شهدت أسواق الملابس حركة جمود غير مسبوقة كما أخبرنا عدد من الأهالي،
ووفقاً لما نقله مراسلنا عن الأسعار قال إن “كسوة العيد لطفل صغير تتجاوز 150 ألف ليرة سورية بين طقم صبياني وحذاء فقط”.
“زحمة عالفاضي” يقول “أبو جميل” صاحب محل بيع ألبسة في سوق مساكن برزة بدمشق، إذ أن الأسواق تشهد ركوداً في البيع رغم موسم العيد!
فالناس حسب وصفه تسعى وراء لقمة العيش ولم تعد الملابس والحلويات من أولوياتها كالسابق.
لا تختلف الأوضاع كثيراً في شمال سوريا، إذ أن الغلاء وارتفاع الأسعار شلّ حركة البيع والشراء في السوق قبيل أيام عيد الأضحى، نتيجة انخفاض القدرة الشرائية للأهالي، وقلة فرص العمل وارتفاع الأسعار الذي شمل كل لوازم الحياة ما جعل التحضير لأيام العيد نكبة على الأهالي لا فرحة.
تأتي أيام الأعياد على الأهالي في سوريا، وشريحة كبيرة منهم يفتقدون أدنى مقومات الحياة، و يكافحون طيلة اليوم لتأمين لقمة العيش، بعيداً عن أحياء طقوس الأعياد، وحسب تقرير للأمم المتحدة فإن نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر وصل لأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد.