أوضاعاً متوترة، وتحركات عسكرية تتحضر لها بادية السويداء، عقب الهجوم الأخير للنظام السوري على سيارة تبين أنها تابعة لتنظيم داعش، قتل فيها عنصرين الأسبوع الماضي.
وحسب ما نقله مراسلنا في المنطقة، فإن النظام والميليشيات التابعة له، يحضرون لعمل عسكري في المنطقة الممتدة من تلول الصفا إلى محيط المنطقة 55 الحدودية.
وفي التفاصيل التي أكدها المراسل، نقلاً عن مصادر خاصة، أن النظام سيتخذ من وجود تنظيم داعش في المنطقة ذريعة لتحركاته العسكرية المرتقبة، بينما هدفه الحقيقي هو الوصول إلى المناطق القريبة من التنف، ومناطق سيطرة جيش “مغاوير الثورة” التابع للمعارضة.
إذ ستتولى الفرقة الرابعة، قيادة العمل العسكري، للوصول إلى الواجهة الشرقية للأردن، والسيطرة عليها بشكل كامل، بحيث تصبح الحدود السعودية قريبة منهم على بعد 100 كيلومتر فقط.
وأضاف المراسل أن عناصر تنظيم “داعش” يمارسون نشاطهم في منطقة الـ T3 و T4 على مرأى من عيون النظام وهدف التنظيم من ذلك الوصول إلى بادية السويداء، وحامية مطار التيفور، والنظام يتجنب الاشتباك معهم ويغض الطرف عنهم كما قلل من عدد الحراس في المنطقة.
مصادر خاصة أكدت لمراسلنا، أن عناصر التنظيم يتجمعون في مناطق “السبع بيار والزلف والمحسة وبير محروثة و الجليغم”، و يتحركون بكل سهولة في المنطقة التي تحوي عدة مطارات عسكرية كـ “التيفور والناصرية والضمير والسين وخلخلة”.
يذكر أن عمليات تنظيم “داعش” باتت تتردد على المسامع في المنطقة الجنوبية مؤخراً بشكل واضح، وليست محافظة درعا بمعزل عن الأحداث، إذ يبدو أن هناك أمور تتحضر لها عن طريق خلايا التنظيم ولاسيما بعد أن تبنوا عمليتي اغتيال في الفترة الأخيرة.
وحسب ما رصدته منصة SY24 حول الأحداث في البادية، فإنها تزامنت مع تحركات مفاجئة للطيران الروسي الأسبوع الماضي، إذ هبطت طائرات شحن عسكرية، في مطار خلخلة العسكري، وغادرت بعد حوالي ساعتين، ثم وصلت خمس طائرات مروحية، من طراز كا-52، التابعة لسلاح الجو الروسي، وحطّت في المطار.
وفي اليوم التالي انطلقت ثلاث طائرات، من المروحيات على مسافات منخفضة، لنصف ساعة، في أجواء ريف السويداء الشمالي الشرقي، ثم عادت إلى قاعدة انطلاقها في خلخلة.
وكانت بادية السويداء قد شهدت الأربعاء الماضي، مقتل عنصرين من التنظيم على أطرافها إثر وقوعهما في كمين لمسلحين من عشائر البادية، وجيش النظام، وتم العثور على كمية من الأسلحة، والمعدات اللوجيستية، بالسيارة التي كانا يستقلانها، إذ يعد هذا الكمين، هو الأول من نوعه، قرب بادية السويداء، منذ مطلع عام 2020.