يعاني المزارعون في مدينة الرقة من انتشار النبات الشوكي “الباذنجان البري” على مساحات واسعة من أراضيهم، وذلك عقب فشلهم في تنظيفها من تلك النباتات الضارة.
المزارع “خلف الصالح” 43 عاماً، ينحدر من ريف الرقة الغربي، قال في مقابلة مع مراسل منصة SY24: لدي ما يقرب الـ 20 هكتاراً من الأرض المزروعة، ربع تلك الأرض غير صالحة للزراعة بسبب الباذنجان البري”.
حيث يؤدي انتشار هذه النبتة الشوكية الضارة، إلى موت المحاصيل التي تجاورها، وهي تنتشر بسرعة كبيرة جداً وتناسب جميع أنواع التربة والظروف الجوية المختلفة، الأمر الذي زاد من صعوبة مكافحتها، إضافة إلى طول جذورها الممتدة التي تصل لأمتار في باطن الأرض، بحسب الصالح، الذي أكد عدم نجاعة جميع الأدوية والمبيدات في مكافحة تلك النباتات بشكل جذري، إنما هي عملية تأخير نمو الباذنجان البري لا أكثر.
وبحسب “الصالح”، فإن الباذنجان البري بدأ بالانتشار والظهور في أواخر التسعينات من القرن الماضي، ولم تكن تشكل خطراً آنذاك، لأن وزارة الزراعة آنذاك كان تخصص ورشات خاصة لمكافحة الباذنجان البري بشكل دوري ومنتظم، لكنها في العقدين الأخيرين انتشرت بشكل واسع وسريع، حتى لجأ البعض إلى ترك حقولهم لعدم صلاحيتها للزراعة، وخاصةً في ريف الرقة الغربي والشمالي المروية عبر قنوات الراحة التي يعتقد الصالح أنها سبباً من أسباب انتشار الباذنجان البري الذي تنتقل بذوره عبرها لتنتقل من حقل إلى آخر عبر الري.
المهندس الزراعي “سعد البدران” من مدينة الرقة، مهندس متابع للعشرات من حالات انتشار الباذنجان البري في الأراضي، قال: الباذنجان البري له عدة أشكال وأنواع، أخطرها النبات ذو الزهور البنفسجية، لقد جربنا جميع الأدوية والمبيدات التي نعرفها لكنها فشلت في القضاء على النبات الضار جذرياً، ولا زلنا نكافحه بطرق بدائية جداً.
وبحسب “البدران”، فإن أغلب المزارعين يقومون بعمليات الفلاحة والقيام بعمليات جمع جذور الباذنجان البري ثم يقومون بنقلها لأماكن بعيدة جداً، لكن هذا الأمر برأيه لا يُشكل 10% من المكافحة الحقيقية، إضافة لقيام بعض الفلاحين برش الأرض بشكل كامل “بالمبيدات العامة” التي تقتل كل شيء أخضر على وجه الأرض لمدة سنة أو أكثر أو أقل بحسب نوع النبات المرشوش، لكنها لا تؤثر في الباذنجان البري لأكثر من شهر واحد فقط، ثم لا يلبث يتجدد وينمو بشكل سريع جداً.
لجنة الزراعة في مجلس الرقة المدني طرقت ناقوس الخطر عن انتشار النبتة الضارة وحذّرت عبر جمعياتها المزارعين من ضرورة “المكافحة المستمرة”، بهدف الحد من انتشارها، حسب ما أكده “حمود الخلف” رئيس مكتب الوقاية في اللجنة، لكنها لم تُقدم أية أدوية تُذكر يتم الاستعانة بها في القضاء على الباذنجان البري.