ما تزال مدينة الحسكة الخاضعة جزئياً لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، تشهد انقطاعاً في مياه الشرب عقب توقف محطة “علوك” لتصفية المياه عن العمل نتيجة انقطاع التغذية الكهربائية عنها، الأمر الذي خلق أزمة حادة في المدينة، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة وصعوبة تأمين مياه شرب نظيفة للأهالي، بعد منع قوات “الأسايش” حركة دخول وخروج الشاحنات وصهاريج المياه بسبب الإجراءات الأمنية التي فرضتها على المدينة في عطلة عيد الأضحى المبارك.
الإجراءات الأمنية التي فرضتها “الإدارة الذاتية” تسبب بتفاقم أزمة المياه في المدينة، مع اضطرار الأهالي إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة من بعض التجار المحليين المتعاونين مع بعض قادة الحواجز العسكرية التابعة لـ “قسد”، وأيضاً باتفاقهم مع ضباط وعناصر الأفرع الأمنية للنظام السوري الموجودة في الأحياء التي يسيطر عليها وسط المدينة.
حيث يصل سعر برميل مياه الشرب الواحد لأكثر من 5 آلاف ليرة سورية في الأحياء التي تسيطر عليها “قسد” في الحسكة، بينما يتضاعف سعر البرميل في منطقة المربع الأمني الذي تسيطر عليها قوات النظام وسط المدينة ليصل سعر البرميل لأكثر من 8 آلاف ليرة سورية، نتيجة فرض عناصر الحواجز العسكرية التابعة للنظام إتاوات مالية إضافية على صهاريج المياه التي تدخل إلى الأحياء التي تسيطر عليها.
وأكدت مصادر محلية، أن السبب الرئيسي وراء انقطاع مياه الشرب عن الحسكة هو توقف التغذية الكهربائية عن محطة “علوك” الواقعة في مناطق سيطرة المعارضة المعارضة السورية ببلدة رأس العين شمال المدينة، بالإضافة إلى الانقطاع المستمر للكهرباء عن الأحياء السكنية وتوقف معظم مضخات ضخ المياه المنزلية عن العمل.
المصادر ذاتها أوضحت أن أزمة مياه الشرب نتج عنها ارتفاع في عدد حالات التسمم والإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والإسهال المزمن لدى الأهالي وبالذات لدى الأطفال، نتيجة شراء الأهالي مياه شرب ملوثة بالوقود بسبب قيام بعض أصحاب الصهاريج التي تنقل النفط والمحروقات باستخدام هذه الصهاريج لنقل مياه الشرب وبيعها للمواطنين بشكل مباشر.
“أم خالد”، سيدة من مدينة ديرالزور ومقيمة في مدينة الحسكة، ذكرت أنها “اضطرت لشراء برميل المياه الواحد بمبلغ 7500 ليرة سورية من أحد التجار بعد مفاوضات استمرت لأكثر من ساعة، وذلك بسبب رفضه بيع المياه بسعر أرخص نتيجة دفعه إتاوات مالية لعدد من حواجز “قسد” العسكرية المحيطة بالمدينة”، على حد قولها.
وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24: إن “أزمة مياه الشرب في المدينة هي أزمة متجددة لأننا نعيشها منذ أكثر من 5 أعوام، وبالذات مع انقطاع التغذية الكهربائية عن المدينة وتوقف محطات تحلية المياه ومضخات المياه المنزلية عن العمل، في ظل ارتفاع درجات الحرارة الذي زاد من معاناة المواطنين في أيام عطلة عيد الأضحى المبارك”.
وأضافت أن “قسد فرضت إجراءات أمنية مشددة على المدينة خوفاً من هجمات إرهابية قد ينفذها عناصر تنظيم داعش، ولكن هذه الإجراءات تسببت بمنع صهاريج المياه من دخول المدينة خلال الأيام الماضية، ما خلق أزمة حادة في مياه الشرب لدى الأهالي الذين اضطروا للخروج من المدينة وقضاء إجازة عيد الأضحى في قرى ريف الحسكة ريثما يتم اصلاح اعطال الشبكة الكهربائية وعودة مياه الشرب إلى المدينة”.
والجدير بالذكر أن أزمة مياه الشرب التي تعاني منها مدينة الحسكة ما تزال مستمرة منذ عدة سنوات، نتيجة اعتماد المدينة على محطة تصفية واحدة تقع في بلدة “علوك” في منطقة رأس العين والتي تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني، حيث تعتمد هذه المحطة على تغذية كهربائية تصلها من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.