الحرارة في أعلى معدلاتها.. كيف يقضي سكان المخيمات أيام الصيف؟ 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

“تكاد حرارة الصيف تشوي أجساد” بهذه الكلمات عبر قاطني المخيمات شمال غربي سوريا، عن الظروف المناخية السيئة التي يعيشونها في الصيف، إذ لا جدران أو أسقف عازلة تقي الأهالي الحر الشديد، ولا مياه كافية أو باردة تخفف حدة الطقس، في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده هذه الأيام الصيفية من شهر تموز الحالي. 

مراسلتنا في كفر لوسين شمال إدلب، التقت السيدة الأربعينية “أم جمعة” مقيمة في مخيمات المنطقة بعد نزوحها من ريف حلب الشرقي قبل أعوام، إذ قالت لنا “أخشى على أطفالي من ضربة الشمس في هذه الأيام الحارة، وأمنعهم من مغادرة الخيمة واللعب تحت في الطرقات، حيث أبلّ أقمشة الخيمة بالمياه، واسكبها في أرضية الخيمة لكسر الحرارة قليلاً، إلا أنها تتبخر في لحظات من شدة الحر، وعند انقضاء فترة الظهيرة نخرج إلى ظل أشجار الزيتون القريبة من المخيم”.

حيل كثيرة تجترحها النسوة في المخيمات للتخفيف من خطورة درجات الحرارة، لكنها لا تتعدى استخدام المياه بكثرة وألواح” الثلج” الجاهزة لتبريد مياه الشرب، حيث يتعذر وجود الكهرباء في المنطقة. 

 لايختلف كثيراً عند “أبو ياسين” مهجر من الغوطة الشرقية، ويسكن في مخيمات دير حسان شمال إدلب، إذ يخبرنا في حديثه إلينا، أن معاناة النازحين لا تنتهِ صيفاً ولاشتاءً، إذ يعيش غالبية الأهالي ظروفاً مناخية سيئة في جميع الفصول من كل عام، دون القدرة على إيجاد حلول مجدية للتخلص من وضعهم غير الطبيعي في المخيمات”. 

يشير بيديه إلى سقف خيمته الذي صنعه من ألواح التوتياء، يخبرنا أنها أشبه بألواح نار تتنفس داخل الخيمة، إذ تمتص الحرارة بشكل كبير، محولة الخيمة إلى فرن صغير لا يحتمل السكن فيه حاله كحال مئات العائلات النازحة في الشمال السوري. 

وفي سياق متصل، تزداد مخاطر الحيوانات الزاحفة والعقارب والحشرات السامة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، والتي تزحف داخل المنازل والخيام هرباً من الحرارة، ما يسبب حالة رعب دائمة بالنسبة لهم. 

إذ تصل درجات الحرارة إلى أعلى معدلاتها هذا الأسبوع، لتزيد من معاناة قاطني المخيمات في الشمال السوري، في ظل  الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية التي يواجهها معظم النازحين، تزامناً مع ضعف الكبير في عمليات الاستجابة الإنسانية ضمن المخيمات.

وحذر فريق منسقو استجابة سوريا، بياناً عبر صفحتهم على الفيسبوك، اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أفاد بأن هناك أكثر من 590 مخيماً يعانون من انعدام المياه اللازمة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الحاجة للمياه، إضافة إلى انخفاض مخصصات المياه في باقي المخيمات نتيجة تخفيض الدعم وارتفاع معدل استهلاك المياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير والتي من المتوقع أن تزداد خلال الأيام القادمة. 

وفي ذات السياق، دعا المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية، تجاه النازحين في مخيمات شمال غرب سوريا والتي يقطنها أكثر من مليون ونصف مدني في مواجهة درجات الحرارة من خلال زيادة الفعاليات الإنسانية وتأمين العديد من المستلزمات الأساسية للنازحين لمواجهة ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة، وأبرزها زيادة كميات المياه والعمل على تبريد المخيمات وتأمين معدات إطفاء الحرائق لمواجهة أي حالة طارئة ضمن المخيمات. 

مقالات ذات صلة