وصل إلى العاصمة دمشق خلال اليومين الماضيين، أكثر من ثلاثين حافلة، تقل وفود وحجاج شيعة من جنسيات مختلفة، منهم عراقيين ولبنانيين إيرانية وباكستانيين، وجنسيات أخرى، غير أن القسم الأكبر منهم من الجنسية العراقية.
وحسب ما وافانا به المراسل، فإن الحافلات وصلت تحت حماية وإشراف ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، وهي مخصصة لنقل الحجاج في مواسم الطقوس الدينية، إذ يتم إحضارهم على شكل وفود من عدة مناطق وصولاً إلى الحسينيات ومقام السيدة زينب.
مشيراً إلى أنه “مع اقتراب ذكرى عاشوراء في شهر محرم الجاري، بدأت الوفود الشيعية تصل المنطقة وتذهب إلى الحسينيات ومقام السيدة زينب”.
وأكد المراسل أن “عدد الوفود تجاوز 400 شخص بين نساء ورجال، معظمهم قدم من محافظة دير الزور بعد دخولهم العراق عبر منفذ القائم الحدودي بين الدولتين، وقسماً آخر وصل إلى مطار دمشق الدولي من إيران والعراق أيضاً، عن طريق مكاتب سفر إيرانية ينظمها الحرس الثوري، إذ يُسمح لهم بالقدوم إلى سوريا دون تأشيرة مسبقة، وتمنح التأشيرة لهم عند الوصول”.
وذكر المراسل أن “الحافلات وصلت على شكل عدة دفعات صباحية ومسائية، ووصل مع كل دفعة سيارات عسكرية محملة بعناصر الحرس الثوري، وحزب الله اللبناني، بهدف حمايتهم وتأمين الطريق لهم إلى حين وصولهم منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق”.
وفي سياق متصل، أكد مراسلنا أن” الوفود بدأت تصل منذ أول شهر محرم، وبدأت معها استنفارات كبيرة في المنطقة، مع تسيير دوريات عسكرية في أحياء السيدة زينب وخاصة داخل المقام وحوله”.
رافق ذلك تفتيش دقيق للمارة عند مدخل المنطقة الرئيسي، شمل تفتيش النساء أيضاً وذلك عن طريق ادخالهم إلى غرفة صغيرة يخضعون خلالها للتفتيش الشخصي الدقيق.
يذكر أن منطقتي “السيدة زينب” و”السيدة رقية” جنوب العاصمة، تعج بالحجاج “الشيعة، إذ تستقبل سنوياً آلاف “الزوار” القادمين من إيران والعراق إلى سوريا، لإحياء مناسبات دينية مختلفة، حيث تم الفترة الماضية توقيع مذكرة تفاهم بين مايسمى منظمة “الحج والزيارة” مع حكومة الأسد، تقضي بإرسال 100 ألف حاج إيراني إلى سورية سنوياً على أن تتولى حكومة النظام مسؤولية أمنهم وصحتهم.
ومن الجدير ذكره، أن ما يسميها النظام “السياحة الدينية” في سوريا بلغت أوجها، منذ بداية الثورة السورية، وتدفق الشيعة إليها من العراق وإيران ولبنان، من ميليشيات مقاتلة، وزوار للأماكن “المقدسة” بذريعة الحج وإحياء المناسبات الدينية.
إذ تشهد معظم المحافظات السورية ولاسيما “دمشق”، تواجد تلك الميليشيات بشكل غير مسبوق مع انتشار علني للمظاهر الدينية، وإنشاء الحسينيات والمزارات الشيعية، والشعارات والأغاني الطائفية.