عثرت قوات الأمن الداخلي “الأسايش”، على عدد من الخنادق والأنفاق التي تستخدمها خلايا تنظيم داعش في إخفاء الأسلحة والمتفجرات التي تستخدمها في هجماتها ضد هذه القوات داخل مخيم الهول للنازحين، وقامت “الأسايش” بتدمير هذه الأنفاق عقب تفتيشها بشكل دقيق بحثاً عن أي ممنوعات، مع إعلانها عن اعتقال عدد من النازحين بتهمة التعامل مع خلايا التنظيم بالمخيم.
عملية العثور على الأنفاق جاءت أثناء حملة أمنية ضخمة أطلقتها “الأسايش” في المخيم، عقب تعرض أحد مقراتها لهجوم مسلح من قبل عدة أشخاص مجهولين يعتقد أنهم تابعين لخلايا تنظيم داعش بالمخيم، حيث لم يسفر الهجوم عن أي إصابة في صفوف “الأسايش”، في الوقت الذي فرضت فيه طوقاً أمنياً حول مكان الهجوم وعمدت على تفتيش الخيام بشكل دقيق.
مصادر محلية تحدثت عن فرض “الأسايش” إجراءات أمنية مشددة داخل مخيم الهول للنازحين، شملت منع الموظفين العاملين في المنظمات الدولية من إدخال أي أغراض شخصية إلى داخل المخيم والاحتكاك بشكل مباشر مع النازحين، كما منعت دخول شاحنات الخضار والغذاء إلى السوق المحلية إلا بعد خضوعها للتفتيش بشكل دقيق لأكثر من مرة.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن هذه الإجراءات جاءت بالتزامن مع زيارات يقوم بها عدد من الوفود الأوروبية والعربية للمخيم، بغرض الاتفاق على صيغة لإخراج رعاياها من المخيم وإعادتهم إلى بلادهم، ناهيك عن استمرار تواجد الوفد العراقي الرسمي لتسجيل أسماء النازحين العراقيين الراغبين بالعودة إلى بلدهم بشكل طوعي.
وفي سياق متصل، أعلنت “قوات سورية الديمقراطية” عن إحباط أكبر عملية هروب جماعي لنساء وأطفال تنظيم داعش من مخيم الهول للنازحين، وذلك بعد أن عثرت عليهم مختبئين داخل إحدى الشاحنات الخارجة من المخيم خلال عملية تفتيش روتينية، حيث قامت بإعادة النساء والأطفال إلى المخيم بعد تفتيشهم والتحقيق معهم، كما قامت باعتقال سائق الشاحنة ومرافقه والتحقيق معهم لمعرفة المتورطين بهذه العملية.
ويأتي ذلك في ظل استمرار المعاناة لعشرات آلاف المقيمين في مخيم الهول من ظروف معيشية صعبة، وانعدام جميع الخدمات الرئيسية المقدمة لهم من ماء وكهرباء ومياه نظيفة، إضافة إلى غياب الرعاية الصحية في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مع تفشي بعض الأمراض الخطيرة الناجمة عن غياب النظافة وانتشار القمامة في ساحات المخيم.
يشار إلى أن “إدارة المخيم” تناشد بشكل مستمر الدول التي تملك رعايا داخله بضرورة الإسراع في استرجاع مواطنيها وتقديم دعم مادي لها من أجل توفير خدمات أفضل للنازحين، والبالغ عددهم أكثر من 57 ألف نازح غالبيتهم من النساء والأطفال، مع إعلانها عن استمرار إخراج العائلات السورية من المخيم ضمن الاتفاق الذي أبرمته مع شيوخ عشائر المنطقة من أجل إطلاق سراح النازحين المنحدرين من الحسكة والرقة ودير الزور بكفالة عشائرية.