فرضت الأجهزة الأمنية التابعة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية طوقاً أمنياً مشدداً في محيط “حسينية الإمام الرضا” بقرية “حطلة” عند مدخل مدينة ديرالزور الشمالي، وذلك بهدف حماية الاحتفالات التي أقامتها الميلشيات الإيرانية في الحسينية، والتي شهدت حضوراً رسمياً لوفود من حكومة النظام السوري وعدد من قادة الأجهزة الأمنية الرسمية، وبعض قيادات الميليشيات الموالية لها، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحزبيين وبعض الموالين.
حيث أصدرت قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قراراً يقضي بمنع استخدام الهاتف المحمول أو تصوير الاحتفالات التي جرت في “حسينية الإمام الرضا”، بغية إخفاء هوية عدد من المسؤولين القادمين من طهران لإحياء “ذكرى عاشوراء”.
مصادر محلية تحدثت عن قيام الأجهزة الأمنية باعتقال أربعة عناصر من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وعنصر آخر من ميليشيا فاطميون بتهمة “تصوير احتفال ذكرى عاشوراء”، وتم اقتيادهم إلى فرع الأمن العسكري ونقلهم بعدها إلى مدينة الميادين بريف ديرالزور للتحقيق معهم ومعرفة النية الحقيقة وراء عملية التصوير.
وأكدت المصادر، أن الاحتفالات شهدت وقوع عدد من الإصابات في صفوف عناصر المليشيات الإيرانية جراء قيامهم بطقس “التطبير”، وهو عبارة عن “ضرب الرأس بأداة حادة مثل السيف أو الخناجر”، حيث تسببت هذه الطقوس بإصابات حادة في منطقة الرأس والظهر والبطن، وتم نقلهم بشكل عاجل إلى المشفى الإيراني بحي القصور لتلقي العلاج وسط حراسة أمنية مشددة.
في حين، نقل عدد من الأطفال الذين حضروا الاحتفالات إلى “المشفى الوطني” بمدينة ديرالزور، بعد تعرضهم لحالات إغماء وفقدان للوعي، نتيجة رؤية مناظر الدماء والضرب والصراخ والتي جرت أثناء ممارسة عناصر الميليشيات الإيرانية طقوسهم الخاصة في “حسينية الإمام الرضا”.
مراسل منصة SY24 في مدينة ديرالزور نقل عن مصادر خاصة، قولها إن “الاحتفال شهد قيام عدد من المعممين العراقيين والإيرانيين بترديد شعارات وعبارات طائفية، مع شتم للصحابة وأم المؤمنين عائشة على مرأى ومسع عدد من أئمة الجوامع السنة وبعض الشيوخ المحليين الموالين للنظام، الذين لم يبدوا أي نوع من الامتعاض أو الإعتراض على هذه العبارات، بل وشاركوا في ترديد عبارة يا حسين ويا علي في أكثر من مناسبة”، على حد تعبيره.
وكشفت هذه المصادر عن حضور “عائلات عراقية وإيرانية لهذه الاحتفالات ومشاركة نسائها في عمليات اللطم والتطبير داخل القسم الخاص بالنساء في حسينية الإمام الرضا، ليقوموا بعدها بالخروج إلى ساحة الحسينية وأداء عدد من الطقوس مثل الزحف على البطن، وتمريغ الوجوه بالتراب، والتبارك بحاجيات المعممين مثل اللباس والعمامة والعباءة”.
الجدير بالذكر أن “حسينية الإمام الرضا” في قرية “حطلة” بريف ديرالزور، تم إعادة تأهيلها من قبل هيئة المقامات التابعة للحكومة الإيرانية، وذلك بهدف نشر “الديانة الشيعية الإيرانية” في صفوف الأهالي عن طريق استغلال أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وتقديمها مساعدات غذائية ومالية مقابل إرسال أبنائهم للتعلم في المراكز الثقافية الإيرانية المنتشرة في جميع المدن والبلدات التي تسيطر عليها الميليشيات في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها.