فوجئ أهالي بلدة “الحريجي” بريف ديرالزور الشمالي بقيام أشخاص مجهولي الهوية، يعتقد أنهم تابعين لتنظيم داعش، بتعليق ورقة صغيرة على باب المجلس المحلي للبلدة كتب عليها أسماء 18 شخصا من العاملين في المؤسسات التابعة لـ “الإدارة الذاتية، وطالبتهم بتقديم استقالتهم بشكل فوري وإغلاق مكتب البلدية وجميع المؤسسات التي تديرها “قسد” بالبلدة، مهددةً المتخلفين عن تنفيذ هذه الأوامر بالقتل.
الأشخاص الذين تم وضع أسمائهم على القصاصة الورقية تراوحت مهامهم بين كومين ومعلمين وموظفي بلدية وعمال تنظيفات وحرس للمؤسسات التابعة ل”قسد”، حيث قاموا بتقديم استقالتهم بشكل فوري وعلني وأمام المارة خوفاً منهم على حياتهم وحياة أبنائهم، مع تكرار عمليات استهداف واغتيال موظفي المؤسسات التابعة لـ “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا.
أهالي ريف ديرالزور الشرقي حذروا من استغلال تنظيم داعش نجاحه في إغلاق بلدية “الحريجي” وتعميم هذه التجربة على باقي البلديات والمؤسسات التي تديرها “الادارة الذاتية” في المنطقة، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل عمل عدد من المشاريع المهمة وبالذات في مجال التعليم والصحة والخدمات الأساسية من تنظيفات وصيانة الطرق وغيرها من الخدمات في المنطقة.
مصادر خاصة تحدثت لمنصة SY24 عن قيام خلايا تنظيم داعش بإخطار موظفي المؤسسات التابعة لـ “قسد” في عدد من بلدات ريف ديرالزور بضرورة دفع إتاوات شهرية تتراوح بين 100 و 300 دولار أمريكي، مقابل السماح لهم بالاستمرار بالعمل، أو الاستقالة بشكل فوري من مناصبهم مع تهديدات مباشرة بالقتل لجميع المتخلفين عن تنفيذ أوامرهم.
وأوضحت المصادر، أن جميع الموظفين فضلوا الاستقالة من مناصبهم على إعطاء خلايا التنظيم إتاوات مالية مقابل الاستمرار بالعمل، وبالذات أن رواتبهم لا تغطي قيمة المبالغ التي طلبها عناصر التنظيم، حيث يصل قيمة راتب الموظف لدى “قسد” إلى 300 ألف ليرة سورية أي أقل من 80 دولار أمريكي.
في حين أكدت المصادر استمرار عناصر داعش بتحصيل الإتاوات من أصحاب المشاريع المرتبطة بالمنظمات الدولية العاملة في المنطقة، وأيضاً من موظفي هذه المنظمات الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار الأمريكي، وذلك من أجل السماح لهم بالاستمرار بالعمل دون التعرض لهم أو لمشاريعهم في المنطقة.
“سليمان”، اسم مستعار لشاب من ريف ديرالزور الشرقي وموظف سابق في إحدى المنظمات الاغاثية، أكد أنه “اضطر لدفع مبلغ معين لخلايا تنظيم داعش من أجل السماح له بالاستمرار بالعمل مع المنظمة دون التعرض له، وذلك مع إعطاءه ورقة صغيرة ممهورة بختم التنظيم يقوم بإظهارها لكل من يعترض طريقه من خلايا التنظيم المنتشرة في المنطقة”، على حد قوله.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “هذه ليست هي المرة الأولى التي يهدد فيها عناصر تنظيم داعش موظفي مؤسسات الإدارة الذاتية في ريف ديرالزور، ولكنها المرة الأولى التي يتم فيها تحديد أسماء من عليهم الاستقالة، وذلك تطور خطير من قبل امنيات التنظيم التي أصبحت تعمل بطريقة معينة تهدد بقاء مؤسسات قسد في المنطقة بشكل كامل”.
وأضاف أنه “في حال لم يتم تأمين حياة المدنيين والعاملين في المنظمات الدولية والمؤسسات الخدمية التابعة لقسد، فإن هذا سيؤثر بشكل مباشر على الأهالي وعلى المنطقة ككل، والتي تعاني أصلاً من ضعف واضح في تأمين الخدمات الاساسية لهم من ماء وكهرباء وصحة وغيرها من الخدمات، التي قد يسبب غيابها المزيد من المعاناة لأهالي المنطقة”.
والجدير بالذكر أن نشاط تنظيم داعش عاد مجددا إلى قرى بلدات شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية”، وذلك عبر عدة عمليات عسكرية وهجمات مسلحة استهدف فيها عناصر ومقرات “قسد” المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى استهداف المتعاونين معها والمدنيين المعارضين لفكر التنظيم، واستهداف عناصر التنظيم السابقين، الأمر الذي يهدد بإشعال المنطقة من جديد.