اندلعت اشتباكات متقطعة بين عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني ودورية تابعة للشرطة العسكرية في شارع الوادي غرب مدينة ديرالزور، على خلفية اعتقال عناصر من الميليشيا بتهمة حيازة المخدرات وتعاطيها بشكل علني في الشارع، حيث تسببت هذه الاشتباكات بإغلاق معظم المحال التجارية وإخلاء الأهالي للشارع خوفاً من تعرضهم للرصاص.
ميلشيا الدفاع الوطني استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدخل شارع الوادي بقيادة المدعو “أبو عرب”، مسؤول قسم الدوريات في الميليشيا، وطلبت من عناصرها الحضور بالعتاد الميداني بالكامل بهدف الهجوم على فرع الشرطة العسكرية وإخراج عناصر الميليشيا الذين تم اعتقالهم، وسط حالة من التوتر عاشها سكان الحي وبالذات مع قيام عناصر الميليشيا بتعاطي الحبوب المخدرة بشكل علني في الطرقات، وترديد هتافات داعمة لقائد الميليشيا “فراس العراقية”.
مصادر محلية تحدثت عن قيام الشرطة العسكرية بنشر عدد كبير من عناصرها عند مدخل شارع سينما فؤاد وعند دوار “الرئيس” وسط المدينة، مع استقدامها تعزيزات من فرع الشرطة الجنائية وشرطة مكافحة المخدرات بهدف حماية الفرع، مع رفض ميليشيا الأمن العسكري التدخل واكتفاء ضباطها بدور الوساطة بمساعدة قيادة ميلشيا الفرقة الرابعة في جيش النظام.
وأكدت المصادر، أن محاولات ضباط الفرقة الرابعة والأمن العسكري لحل الخلاف بين ميليشيا الدفاع الوطني والشرطة العسكرية تكللت بالنجاح، وذلك بعد جلوس المدعو “أبو عرب” مسؤول فرع الدوريات بميليشيا الدفاع الوطني، مع رئيس فرع الدوريات بالشرطة العسكرية النقيب “أبو فراس” من أجل الاتفاق على صيغة لإنهاء التوتر بين الطرفين.
وأفادت مصادر خاصة لمنصة SY24، بأن أهم بنود الاتفاق بين ميليشيا الدفاع والشرطة العسكرية تمثلت بـ “منع عناصر الميليشيا من العمل بتجارة المخدرات أو تعاطيها بشكل علني في الشارع وأمام عناصر الدوريات العسكرية، بالإضافة إلى منع دخول الدراجات النارية التابعة لميليشيا إلى الأماكن التي تم فيها فرض حظر لمرور الدراجات النارية في بعض أحياء وشوارع المدينة”.
وذكرت مصادرنا، أن قيادة ميليشيا الدفاع الوطني طالبت الشرطة العسكرية بإيقاف حملة التجنيد الإجباري ضد عناصر الميليشيا في المدينة، وعدم التعرض لهم على الحواجز والسماح لهم بحمل السلاح والتجوال به بهدف الحماية الشخصية، كما طالبت أيضاً باعتذار قائد الدورية التي اعتقلت عناصر الميليشيات وإطلاق سراح المعتقلين على الفور، وهو ما تم تحقيقه في نهاية الاجتماع.
أهالي مدينة ديرالزور عبروا عن استيائهم من الاشتباكات المتكررة بين عناصر الميليشيات المسلحة والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وطالبوا بضرورة سحب جميع المظاهر المسلحة من شوارع المدينة والإبقاء على الشرطة المدنية للحفاظ على الأمن والحد من الجرائم المرتبكة في المدينة، والتي يقف خلف معظمها عناصر الميليشيات الإيرانية والروسية الموالية للنظام.
ومنذ عدة أيام، شهدت مدينة ديرالزور اشتباكات مسلحة بين عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني وعناصر دورية تابعة للشرطة العسكرية عند مدخل شارع سينما فؤاد، عقب منع الشرطة العسكرية لأحد عناصر الدفاع الوطني من دخول السوق بدراجته النارية ما دفعه لإطلاق النار بشكل مباشر على الدورية وإصابة عدد من عناصرها، قبل أن يهدد بتفجير قنبلة يدوية وسط السوق في حال حاول بقية العناصر الاقتراب منه، ليتمكن بعد ذلك من الفرار.
وتعاني مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية والموالية له، من توتر أمني غير مسبوق بسبب السباق بين الميليشيات المسلحة لبسط سيطرتها ونفوذها على المدينة والريف المحيط بها، بهدف تحصيل أكبر قدر ممكن من أموال الإتاوات التي يتم دفعها لهذه الميليشيات بالإضافة إلى مليشيات الفرقة الرابعة والأمن عسكري من قبل التجار والمواطنين، للسماح لهم بالعبور أو تمرير بضائعهم أو حتى للحيلولة دون اعتقالهم.