في ظل التشديد الأمني والتضييق على المدنيين قام فرع الأمن السياسي بنشر حاجزين له مقابل السكن الجامعي عند الشارع العام، بمنطقة مساكن برزة في دمشق، منذ يوم أمس، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أن الحاجزين تم نشرهما بشكل مفاجئ يوم أمس، بهدف إيقاف المارة، وإجراء الفيش الأمني لهم، تزامناً مع وجود قوائم لديهم، تضم أسماء مطلوبين من مناطق دمشق وريفها، ما أسفر عنه اعتقال عدد من الشبان.
وأضاف المراسل أن كل حاجز يضم ثلاثة عناصر، وسيارة عسكرية واحدة، يتنقلون في نفس الشارع ولكن بأماكن مختلفة، كل ربع ساعة، إذ يظهر الحاجز للمارة بشكل مباغت.
وعلى خلفية ذلك، اعتقلت قوات عدداً من الشبان، أغلبهم من أبناء الغوطة الشرقية، كتبت أسمائهم ضمن قائمة المطلوبين الموجودة معهم، إذ تم اقتيادهم إلى الأفرع الأمنية، دون معرفة مصيرهم.
يذكر أن هذه الممارسات الأمنية تجاه المدنيين زادت في الفترة الأخيرة ولاسيما ضد أبناء الغوطة الشرقية، إضافة إلى عمليات الدهم والاعتقال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بين الحين والآخر، لزج أكبر عدد من الشبان في الخدمة العسكرية.
وفي ذات السياق، ماتزال سياسة الاستيلاء على منازل وعقارات الأهالي في الغوطة الشرقية قائمة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، منها ما يتم تحويله إلى مقرات عسكرية ومنها ما يتم هدمه وتدميره بشكل كامل.
وفي آخر المستجدات حول عمليات الهدم القائمة في الغوطة الشرقية، قال مراسلنا إن “يوم السبت الماضي شهد قيام دورية تابعة لفرع الأمن العسكري، بهدم ثلاثة منازل عند أطراف قرية البحارية بالغوطة الشرقية”.
حيث قامت الدوريات بعملية الهدم بشكل كامل، إذ تعود تلك المنازل الثلاثة لأشخاص هجّروا إلى الشمال السوري منذ سنوات.
ولفت إلى أنه تم استخدام آليات ثقيلة، وجرافات في عملية الهدم، استمرت قرابة 4 ساعات بشكل متواصل، ثم قاموا بتجريف الركام بهدف إزالة معالم المنازل بشكل كامل، عبر سيارات شحن كبيرة نقلتهم باتجاه بلدة “النشابية”.
على خلفية الهدم، نشر الفرع عدداً من العناصر في أماكن المنازل المهدمة، لمنع اقتراب أي أحد منها، تزامناً مع تسيير دوريات داخل القرية، وعلى أطرافها أثناء عملية الهدم و بعد الانتهاء أيضاً.
وزعم المسؤولين عن الموضوع، أن المنازل الثلاثة تم بناؤها في إطار المناطق المخالفة، وتعد جميعها أملاك عامة، كما أنها غير مسجلة في السجل العقاري لدى النظام، إلا أن مصادر محلية أكدت لمراسلنا أن هذا الكلام عار عن الصحة، ويصب في إطار تغيير معالم المنطقة والسيطرة على أملاك الأهالي ولاسيما المعارضين للنظام، إذ سبق أن أقدم النظام على عمليات هدم مماثلة لمنازل الأهالي في مناطق متعددة من دمشق وريفها، حسب ما رصدته منصة SY24 في تقاريرها السابقة.
يشار إلى أن قرية “البحارية” تعد من أكثر القرى التي تم تدميرها بالقصف، كما قامت قوات النظام عقب سيطرتها عليها في عام 2018 بهدم عشرات المنازل فيها وتسويتها على الأرض في حملة هدم وإزالة أحياء بأكملها داخل القرية، مايدل عن حقد النظام وأجهزته الأمنية على أهالي الغوطة.