تتعالى الأصوات داخل السويداء جنوبي سوريا، محذرة من ضعاف النفوس الذين يستدرجون الفتيات بوظائف وهمية، الأمر الذي قد يصل إلى ابتزازهنّ وتدمير حياتهن، حسب العديد من المصادر المحلية.
وذكرت المصادر حسب ما وصل لمنصة SY24، أن بعض المحتالين يلجؤون إلى استخدام إعلانات توظيف برواتب مغرية، مع تحديد شروط أن تكون أنثى حصراً وبأعمار محددة، وتشمل وعوداً بالسفر والعمل خارج القطر.
وأضافت أنه “نتيجة تردي الأوضاع المعيشية، وعوامل أخرى تستجيب بعض الفتيات، ليصل بهنّ الأمر إلى ارتكاب جرائم كبيرة مثل تشغيلهنّ في الدعارة بعد تصويرهنّ وابتزازهنّ”.
وأوضحت المصادر أن عملية الاحتيال غالباً ما تبدأ من حساب وهمي على منصة “فيسبوك”، يتواصل صاحبه مع الضحية بعد أن تقرأ الإعلان الذي نشره، ومن بعدها تبدأ عملية الاستدراج تدريجياً وصولاً إلى طلب إجراء مقابلة في مكان مشبوه.
وتحدثت المصادر عن تجربة فتاة نجت بأعجوبة من فخ كان يسعى المبتز إلى إيقاعها فيه، وطلبت طرح قضيتها كنوع من التحذير لكل الفتيات والنساء اللواتي يبحثن عن فرصة عمل، أن لا يتورطن مع أي حساب مشبوه مهما كانت الظروف صعبة.
وقالت الفتاة حسب ما تم نقله عنها: ” بعد رؤيتي للإعلان قمت مباشرة بالتواصل مع الحساب الوهمي حيث قام بإعطائي موعد واحداثيات مكان كان يفترض أنه المكتب لإجراء المقابلة” .
وأضافت ” كانت المقابلة في قبو بناء على شكل مكتب توظيف، وبعدها بعدة دقائق أصابني الهلع والارتياب نتيجة للإحساس بطعم كحول لاذع موجود في العصير الذي تم تقديمه إليّ أثناء المقابلة ، فحاولت الاعتذار والخروج ولكن نتيجة الحاح المدير عليّ وإصراره على جلوسي وشرب الكأس فقمت بشرب الكأس كاملاً وهممت بالخروج”.
وأكملت “ما أن خرجت بدأت اعراض الدوار وآلام في الرأس ولم يقتصر الأمر على اعراض لمواد كحولية بل امتدت المعاناة يومان على التوالي، وعند استشارة اختصاصي طبي أوضح لي أنها قد تكون أعراض مواد مخدرة”.
وفي نيسان/أبريل الماضي، أفاد ناشطون، حسب ما وصل لمنصة SY24، بانتشار عملية “جمع تبرعات غير مشروعة” من قبل شابات في مقتبل العمر، ينتشرن في الأسواق وصوب المحالات التجارية وأحيانا يقمن بطرق أبواب منازل الأهالي في مدينة السويداء ومدينتي شهبا وصلخد، بحجة عملهم لصالح جمعيات خيرية وقسم منهم بحوزته دفتر إيصالات شكلي بلا أختام رسمية أو ترويسة للجمعية الخيرية.
الجدير ذكره أن الظروف الاقتصادية السيئة التي تسبب بها النظام السوري، ساهمت في انتشار الجريمة بمختلف أشكالها بدءًا من القتل والخطف والاحتيال، وصولا إلى الجرائم الإلكترونية والابتزاز عبر الإنترنت.
وعقب انتهاء ما تسمى “الانتخابات الرئاسية” وفوز رأس النظام السوري “بشار الأسد” بولاية جديدة لحكم سوريا، في أيار 2021، بدأت تتعالى الأصوات من مناطق سيطرة النظام، جراء الأزمات الاقتصادية والمعيشية وعلى رأسها أزمة تقنين الكهرباء لفترات طويلة.