افتتحت ميليشيا القاطرجي الموالية لإيران مقراً جديداً لها في مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، وذلك بعد عدة أشهر من إعلانها الانسحاب من المنطقة عقب الخلافات التي بينها وبين بعض الميليشيات الإيرانية الأخرى في عدد من المجالات، وبالذات في تهريب المحروقات عبر المعابر النهرية غير النظامية التي تصل مناطق النظام بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
عودة ميليشيا القاطرجي للعمل في مدينة الميادين تمت باتفاق روسي إيراني بهدف السيطرة على عمليات تهريب المحروقات وضمان استمرار تدفقها إلى مناطق سيطرة النظام، خوفاً من تكرار أزمة الوقود التي حدثت العام الماضي، بالإضافة إلى العلاقات التي يملكها قادة ميلشيا القاطرجي مع مهربي المحروقات وبعض قيادات “قسد”، والذين تتعامل معهم بشكل رسمي في نقل المحروقات من مدينة الحسكة إلى المعابر البرية في ريف الرقة الغربي.
المصادر التي تحدثت عن عودة ميليشيا القاطرجي مرة أخرى لمدينة الميادين أشارت إلى قيامها بالسيطرة على أحد المباني المدنية في شارع الكورنيش المطل على نهر الفرات وتحويله لمقر خاص بها، مع قيامها بتشديد الحراسة الأمنية عليه ورفع بعض السواتر الترابية الخفيفة أمامه بالإضافة إلى تعليق علم النظام السوري وصور رأس النظام “بشار الأسد” على باب المقر.
المصادر ذاتها أكدت أن المنطقة التي تم افتتاح المقر بها لا يتواجد فيها أي مقر عسكري تابع لأي ميليشيا مسلحة في المدينة، غير أنه يتواجد فيها منازل بعض قيادات الأجهزة الأمنية في المدينة وبعض قادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وأيضا عدة عائلات عراقية شيعية تم توطينها في بعض المنازل التي هجرها أهلها عقب انسحاب تنظيم داعش من الميادين وتسليمها لقوات النظام.
أهالي مدينة الميادين ذكروا أن ميلشيا القاطرجي باشرت بشكل غير مباشر عملية تجنيد عدد من أبناء المدينة إلى صفوفها، وبالذات الذين لديهم علاقات مباشرة مع العاملين بمجال التهريب بمناطق “قسد” وذلك لزيادة نفوذ وسلطة الميليشيا في المدينة وتسهيل عمليات تهريب ونقل المحروقات مع الطرف المقابل، وأيضاً ضمان عدم اندلاع أي اشتباكات مع الميليشيات الإيرانية أو الروسية أو ميليشيا الدفاع الوطني، على غرار الاشتباكات التي اندلعت بين القاطرجي وميليشيا حمشو الموالية لروسيا عند معبر بلدة بقرص قبل عدة أسابيع.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت منذ عدة أسابيع بين عدد من الميليشيات العاملة في مجال تهريب المحروقات من مناطق سيطرة “قسد” إلى مناطق النظام، وذلك بسبب محاولة كل من هذه الميلشيات السيطرة على نقاط التهريب بشكل كامل واحتكار تجارة المحروقات وبقية المواد المهربة، وأيضاً بهدف استمرار تهريب المخدرات وبعض الممنوعات الأخرى والتي تختص بها الميليشيات المرتبطة بطهران وبالذات ميليشيا حزب الله اللبناني وميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
في الوقت الذي استطاعت فيه ميليشيا القاطرجي تثبيت أقدامها في ريف ديرالزور الشرقي مع سيطرتها بشكل كامل على عمليات تهريب المحروقات من مناطق “قسد” بالتعاون مع الميليشيات الإيرانية الاخرى، على حساب تقليص نفوذ الميليشيات المرتبطة بروسيا وطردها من المنطقة، وأيضاً منع ميليشيا الدفاع الوطني من الدخول على خط التهريب في الريف الشرقي لمدينة ديرالزور.