الأوضاع الاقتصادية تحرم أهالي الحسكة من “مونة الشتاء”

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

“هذا العام لم أقم بتحضير سوى القليل من المكدوس وعلبتين من معجون الفليفلة الحمراء، وهي أقل من الكمية التي قمت بإعدادها العام الماضي، وربما في العام القادم لن أستطيع إعداد أي مونة شتوية”.

بهذه الكلمات وصفت السيدة “مها الجاسم”، من سكان حي غويران في مدينة الحسكة، عدم قدرتها على تأمين ثمن “المونة الشتوية” التي تعدها بشكل سنوي، بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها مؤخراً مع الارتفاع الكبير في أسعار جميع المواد والسلع الغذائية والتجارية وغيرها من المواد مقارنةً بدخل الفرد اليومي، والذي تأثر بشكل مباشر بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، حيث وصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 4600 ليرة للدولار الواحد.

 

وقالت السيدة “مها” في حديث خاص مع منصة SY24، إن “المونة الشتوية ليست مجرد طعام نقوم بتخزينه لفترة الشتاء كما يعتقد البعض، بل هو عبارة عن عادات وتقاليد متجذرة لدينا منذ مئات السنين، واعتدنا أن نقوم بهذه الطقوس التي تترافق مع فصل الصيف لتخزين ما نستطيع تخزينه داخل عبوات زجاجية أعدت لهذا الغرض”.

 

وأضافت أن “هناك منافسة كبيرة كانت تشتعل بين معظم العائلات في الحي حول من يقوم بتخزين أكبر قدر ممكن من الباذنجان والبامية ورب البندورة والفليفلة، وأيضاً تدور المنافسة حول أجود وأفضل أنواع الأطعمة التي يمكن إعدادها بالمونة الشتوية مثل المحمرة والمخلل وغيرها من المواد”.

 

وأشارت السيدة إلى أن “معظم أهالي الحسكة غير قادرين على إعداد المونة الشتوية بسبب الظروف الاقتصادية التي يعانون منها، وأيضاً بسبب الانقطاع المستمر والمتكرر للتيار الكهربائي، الذي تسبب في السنوات الماضية بتلف كميات كبيرة من الأطعمة التي كانت مخزنة في ثلاجات المنازل، إضافة لغياب معظم أفراد العائلة ونزوحهم إلى خارج المدينة بفعل الحرب أو الهجرة إلى أوروبا، بالإضافة إلى من غيبتهم سجون النظام أو قتلوا في المعارك التي شهدتها المنطقة سابقاً”.

وشهدت محافظة الحسكة خلال الأسابيع الماضية، ارتفاعا واضحا في أسعار الخضراوات، جراء الارتفاع في أجور النقل المرتبطة بأسعار الوقود، وقيام الحواجز بفرض إتاوات مالية على الشاحنات.

 

“زياد المحمد”، مزارع من بلدة “بريهة” بريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن أسعار الخضار في بلدته أرخص بكثير من أسعارها في الحسكة والرقة، وذلك كون مزرعته والمزارع المجاورة له تقع بالقرب من نهر الفرات ومعظم الخضار الشتوية لا تحتاج كميات كبيرة من المياه والرعاية لزراعتها”، على حد قوله.

 

وأفاد في حديثه لمنصة SY24، بأن “الخضار في الريف نبيعها بأسعار رخيصة جداً ومعظم الأهالي اتجهوا لتخزينها منذ الآن وخاصة الملوخية والبامية والفليفلة وغيرها من المواد القابلة للتخزين، فيما تم نقل الخضار البقية إلى ريف الحسكة والرقة، وبعضها تم تهريبه إلى مناطق سيطرة النظام على الضفة المقابلة لنهر الفرات لبيعه هناك”.

 

وتشهد أسواق بيع الخضراوات والفاكهة في معظم مناطق “قسد” في شمال شرق سوريا، حركة خفيفة مع تراجع إقبال الأهالي على شراء المونة الشتوية بكميات كبيرة، واقتصار عمليات الشراء على المستلزمات اليومية وبكميات قليلة جداً، وذلك نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانون منها، وتدني مستوى الأجور التي لا تكفي العائلة الواحدة لأكثر من أسبوع، ما اضطر عدد كبير منهم للتخلي عن الكماليات والاتجاه لشراء الضروريات.

مقالات ذات صلة