يعاني أصحاب سيارات النقل الخاصة في مدينة الحسكة الخاضعة “جزئياً” لسيطرة “قسد”، من الوقوف لساعات طويلة أمام محطات الوقود من أجل تعبئة مخصصاتهم اليومية من مادتي المازوت والبنزين، ما تسبب بخسائر مادية كبيرة نتيجة تعطلهم عن أعمالهم.
أزمة المحروقات في مناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا ما تزال مستمرة منذ سنوات، وتتفاقم مع اقتراب فصل الشتاء بسبب قيام “هيئة المحروقات” بتوزيع “الديزل” المخصص للتدفئة على الأهالي، وتقنين عمليات توزيعه على محطات الوقود وخاصة المخصصة لسيارات النقل الخاصة، الأمر الذي يجبر الأهالي على شراء المادة من محطات التوزيع الخاصة.
مصادر محلية تحدثت عن انتشار واضح للفساد والمحسوبية داخل محطات التوزيع في مدينة الحسكة، ما أدى إلى تشكل طوابير طويلة للسيارات وحافلات النقل أمامها، إذ يضطر أصحابها للانتظار لعدة ساعات دون حصولهم على مخصصاتهم من المازوت والبنزين، في الوقت الذي يتم بيع بعض الأشخاص المقربين من إدارة تلك المحطات كميات مضاعفة من الوقود.
وأكدت المصادر قيام “بعض الموظفين بالطلب من أصحاب السيارات دفع مبالغ مالية إضافية للحصول على مخصصاتهم من الوقود”، إضافة إلى قيامهم ببيع المحروقات إلى عدد من التجار بمبلغ وصل إلى 1000 ليرة سورية، ليقوم هؤلاء التجار ببيعه في السوق السوداء بما يزيد عن 1200 ليرة للتر الواحد، وهو ضعف الثمن الذي يباع به في محطات الوقود التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، وهو 410 ليرة للتر الواحد.
يضطر أصحاب سيارات النقل الخاصة للوقوف منذ الساعة السادسة صباحاً وإلى نهاية الدوام الرسمي دون الحصول على مخصصاتهم من الوقود، ما يجبرهم على العودة في اليوم التالي أو الذهاب إلى محطات الوقود الخاصة وتجار الجملة لشراء المازوت منهم بسعر مرتفع، ما تسبب بارتفاع تكاليف النقل في المدينة التي تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية سيئة.
“أبو محمد”، اسم مستعار لأحد أصحاب سيارات النقل الخاصة، ذكر أنه “يضطر للوقوف أمام محطة توزيع المحروقات الخاصة بهيئة المحروقات لعدة ساعات قبل الحصول على مخصصاته من الوقود، أو العودة في اليوم الذي يليه إن لم يستطع تعبئة المازوت، في الوقت الذي يقوم فيه بعض الاشخاص بتعبئة سياراتهم لأكثر من 5 مرات في اليوم بعد اتفاقهم مع إدارة المحطة”، على حد قوله.
وفي حديثه لمنصة SY24 قال: إن “هناك محطتين لتعبئة الوقود تابعة للإدارة الذاتية في الحسكة ولكنهما لا تعملان بكامل قدرتهما، حيث يتم تعبئة سيارة واحدة كل نصف ساعة وأحياناً بعد ساعة على الرغم من توفر الوقود داخلهما، ولكن إدارة المحطة تقوم بهذه الحركة لإيهام الأهالي بعدم وجود وقود فيها لإجبار الأهالي على شرائه من السوق السوداء”.
وأضاف أن “عدم القدرة على الحصول على المازوت من محطات الإدارة الذاتية يجبرنا على اللجوء إلى تجار السوق السوداء وأصحاب البسطات والكازيات الخاصة، الذين يبيعونه بأسعار مضاعفة تصل أحياناً إلى 1500 ليرة للتر الواحد، وهو أضعاف السعر الذي حددته هيئة المحروقات، ولكننا نضطر لشراءه لإكمال أعمالنا وتأمين لقمة العيش لنا وعائلاتنا”.
من جهته، ذكر “أبو خالد”، أحد بائعي المازوت في السوق السوداء، ذكر في حديث خاص مع منصة SY24 أنهم “يضطرون لبيع المحروقات بهذا السعر لأنهم يشترونه بسعر مرتفع من التجار المتعاونين مع محطات الوقود التي تديرها هيئة المحروقات في مدينة الحسكة، ولا يريدون خسارة تجارتهم الوحيدة في المنطقة، والتي تدر علينا مبالغ مالية كبيرة لـن بضاعتنا لا تبقى في المستودعات لأكثر من ساعة”، على حد قوله.
يشار إلى أن جميع المدن والبلدات التي تديرها “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا، تشهد أزمة وقود حادة مع اقتراب فصل الشتاء وبدء عمليات توزيع المازوت المخصص للتدفئة، بالإضافة إلى بدء موسم الزراعة الشتوي.