دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر معربة عن “قلقها الشديد” من تفشي مرض “الكوليرا” في مناطق مختلف من سوريا وبخاصة الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وذكر المتحدث الرسمي “ستيفان دوجاريك” أن “الأمم المتحدة في سوريا تدعو الدول المانحة إلى تأمين المزيد من التمويل العاجل لاحتواء تفشي الكوليرا ومنعه من الانتشار”.
وأشار إلى أن “عدد الحالات المؤكدة بلغ حتى الآن 20 حالة في حلب، وأربع حالات في اللاذقية وحالتين في دمشق (لأشخاص قادمين من حلب)”، معرباً عن “قلقه الشديد بشأن استمرار تفشي الكوليرا في سوريا”.
ولفت إلى أنه خلال الفترة الواقعة بين 25 آب/أغسطس و10 أيلول/سبتمبر، أظهرت بيانات المراقبة أنه تم الإبلاغ عن 936 حالة إسهال مائي حاد في سوريا، بما يشمل ما لا يقل عن ثماني حالات وفاة.
وتابع أنه تم الإبلاغ عن معظم الحالات: من حلب (72.2 في المائة، 676 حالة)، من دير الزور (21.5 في المائة، 201 حالة) من الرّقة (1.8 في المائة، 17 حالة)، الحسكة (4.1 في المائة، 38 حالة) وحماة (0.2 في المائة، حالتان) واللاذقية (0.2 في المائة، حالتان).
وبناء على تقييم سريع أجرته السلطات الصحية والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص لمياه غير آمنة مصدرها نهر الفرات، وكذلك استخدام مياه ملوثة لريّ المحاصيل، مما يؤدي إلى تلوّث الغذاء، وفقاً للمسؤول الأممي.
واعتبرت الأمم المتحدة أن تفشي “الكوليرا” يُعد مؤشرا على نقص المياه الحاد في كافة أنحاء سوريا، مشيرة إلى أنها “ولفترة من الوقت دقت ناقوس الخطر بشأن هذه المسألة”.
وبيّنت أنه “مع استمرار انخفاض مستويات نهر الفرات والظروف الشبيهة بالجفاف ومدى تضرر البنية التحتية للمياه، يعتمد الكثير من السكان المعرّضين بالفعل للخطر في سوريا على مصادر المياه غير الآمنة، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض الخطيرة المنقولة بالمياه خاصة بين الأطفال”.
وزادت أن “نقص المياه يجبر الأسر على اللجوء إلى آليات التكيّف السلبية مثل تغيير ممارسات النظافة أو زيادة ديون الأسرة لتحمّل تكاليف المياه”.
وأمس الثلاثاء، أكد القاطنون في مناطق النظام السوري، أن الوضع بات حرجٌ جداً، وذلك بالتزامن مع الأخبار التي تتحدث عن تفشي مرض “الكوليرا” في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرته وتسجيل بعض الوفيات بالمرض، مطالبين بفرض “الحجر الصحي” على مدينة حلب.
وبالتوجه صوب الشمال السوري، أطلق فريق “منسقو استجابة سوريا”، اليوم الأربعاء، تحذيراً هاماً للقاطنين في المنطقة فيما يتعلق بمرض الكوليرا وخاصةً بعد تسجيل عشرات الإصابات والعديد من الوفيات في مناطق مختلفة من سوريا.
وأكد الفريق في بيان اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أنه “حتى الآن لم يتم الإعلان أو تسجيل أي حالة في شمال غربي سوريا، لكن الوضع في المنطقة مهيأ بشكل خاص لانتشار المرض”.
وأنذر الفريق من أن “تفشي المرض سيكون كاسحاً لدى آلاف الأشخاص في حال انتشاره، وخاصةً القاطنين في المخيمات الذين تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة التي تعاني منها مئات المخيمات، إضافة إلى مخاطر الصرف الصحي المكشوف والذي يعتبر عاملاً لتفشي الأمراض”.
وشدّد الفريق على أهمية تضافر هذه الجهود مع المطالبة بتحرك المجتمع الدولي والأممي، سيما المنظمات الصحية المعنية، للقيام بدورها المطلوب، وتوفير الإمكانات اللازمة لمنع انتشار المرض بشكل فوري.