عادت الاحتجاجات المنددة بالواقع الاقتصادي والمعيشي إلى واجهة الأحداث من جديد في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وذلك بالتزامن مع التوتر الأمني الذي تشهده المنطقة منذ عدة أسابيع.
وفي المستجدات التي وصلت لمنصة SY24، أقدم عدد من المحتجين، صباح اليوم الإثنين، على قطع طريق “دمشق السويداء” بشكل جزئي، وذلك احتجاجاً على تدهور الخدمات، وتردي الأوضاع المعيشية.
يأتي ذلك في ظل الدعوات التي أطلقها المحتجون، منذ مساء أمس الأحد، للتجمع وقطع طريق “دمشق السويداء”، وذلك للفت الأنظار إلى الواقع الاقتصادي والمعيشي السيء الذي يمر به سكان المنطقة.
وتباينت ردود الفعل حسب مصادر متطابقة ومن بينها “شبكة السويداء 24″، بين مؤيد لقطع الطرقات وبين رافض لها، حيث قلل كثيرون من أهمية تلك الخطوات التي لن تكون قادرة على الضغط على النظام وحكومته، وسط التحذيرات من حملات انتقامية من الممكن أن تلجأ إليها قوات أمن النظام والمجموعات المساندة لها.
وأكد كثيرون أن الاستمرار بقطع الطرقات الرئيسية لن يؤدي إلى أي نتيجة، مطالبين في الوقت ذاته بالاتفاق على خطوات أكثر قادرة على زعزعة النظام وإجباره على تلبية مطالب الأهالي المحتجين.
وأشار آخرون إلى أن المشكلة الرئيسية ليست بقطع الطرقات وأهمية ذلك من عدمه، بل في “الفساد” الذي ينخر في كل مفاصل المحافظة.
وهاجم البعض الآخر وبخاصة من المؤيدين للنظام وأفرعه الأمنية كل من يُقدم على قطع الطرقات، واصفين إياهم بـ “قاطعي الطرقات والمخربين”، إضافة إلى الكثير من ردود الفعل السلبية تجاه ما يجري من احتجاجات.
يشار إلى أن السويداء تشهد توتراً أمنياً غير مسبوق، في حين تربط المصادر ما يجري بحالة الاحتجاجات الرافضة للأوضاع الاقتصادية المتردية في عموم المنطقة، ومن أجل ذلك تلجأ أذرع النظام الأمنية وميليشياته لخلق الفوضى لإشغال الناس عن المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية.
وبين الفترة والأخرى يؤكد الناشطون أن النظام يخترع الحيل والخداع لكسب الوقت، محذّرين أنه في حال نجح في احتواء الأزمة في السويداء وامتص غضب الشارع فإنه سيغدر مباشرة بهم ولو بعد حين لأنه تعود على الخبيثة والإجرام، حسب تعبيرهم.
ومطلع شباط/ فبراير الماضي، انطلقت في محافظة السويداء احتجاجات شعبية تخللها قطع للطرقات وإشعال الإطارات في عدة قرى وبلدات، احتجاجاً على الحالة المعيشية ورفع الدعم عن الكثير من الأسر.