على مدار ثلاثة أيام متتالية، تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت الميليشيات الإيرانية واللبنانية في عدة مناطق من سوريا، عقب القصف الإسرائيلي الأخير على مقرات عسكرية تابعة لهم، في خطوة لحماية ثكناتها وعناصرها من القصف، والتي تجلت في نقل وإخلاء عدة مقرات ومستودعات لهم في العاصمة دمشق إلى مناطق أخرى قرب الحدود اللبنانية، ومحافظة دير الزور.
وفي آخر المستجدات التي رصدتها منصة SY24، قال مراسلنا إنه يوم أمس الإثنين، أرسلت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني تعزيزات عسكرية من منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق، باتجاه مدينة “البوكمال” في ديرالزور.
وحسب ما رصده المراسل، فإن التعزيزات ضمت 70 عنصراً بأسلحتهم الكاملة، عشر سيارات مصفحة، وعدد من العربات المضادة للرصاص، وستة حافلات صغيرة للنقل الداخلي، نقل فيهم العناصر والذخيرة والأسلحة دون معرفة سبب إرسال التعزيزات.
وعلى خلفية ذلك، اجتمع عدد من قيادي الميليشيا في مقر عسكري، جانب المقام، لمدة ساعتين ثم عادوا إلى دير الزور عقب انتهاء الاجتماع، وانطلق معهم اثنين من القادة الميدانيين المسؤولين عن عمليات التمشيط وهم من الجنسية الإيرانية.
في ذات السياق، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة لميليشيا “حزب الله” قادمة من الأراضي اللبنانية إلى منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، وذلك مساء الأحد الماضي، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وأكد المراسل، أن التعزيزات وصلت من إحدى المعابر غير الشرعية قرب بلدة “عسال الورد” الحدودية، وتضمنت أكثر من 8 حافلات أقلت حوالي 200 عنصر للحزب، وأضاف أيضاً أنها ضمت أكثر من عشر عربات مصفحة وثلاث سيارات زيل كبيرة، تحمل أسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية ولوجستية، وقطع تبديل لعدة أنواع من الأسلحة.
وأشار أنها ضمت عدداً من القادة الميدانيين، وخبراء عسكريين خاصين بمجال الأسلحة المتطورة، والصواريخ التي وصلت بسيارات دفع رباعي مصفحة ضد الرصاص.
حيث قسمت التعزيزات إلى قسمين، الأول توجه إلى العاصمة دمشق، ويضم عدداً من الحافلات والسيارات الصفحة، و أكثر من 100 عنصر، ورافقتهم قوات النظام عقب انطلاقها من القلمون الغربي، أما القسم الثاني، فتوجه نحو المستودعات العسكرية الكبيرة القريبة من بلدة “عسال الورد”، التي يتخذها الحزب مستودعا مقراً رئيسيا له بالمنطقة الحدودية.
وفي سياق متصل، سبقت تلك التحركات الأحد الماضي، استقدام تعزيزات عسكرية لميليشيا “حزب الله” اللبناني إلى جبل قاسيون، قادمة من لبنان، ومن ثم توجهت إلى قاعدة الصواريخ الرئيسية التابعة للميليشيات الإيرانية المتمركزة على سفح جبل قاسيون.
إذ وصلت حافلات كبيرة تقل أكثر من 120 عنصر من الجنسية اللبنانية جميعهم مدربين على استخدام الصواريخ وتفكيكها، كما وصل 3 عربات مصفحة تضم عدد من الخبراء العسكريين المختصين بالصواريخ وصناعتها واستخدامها.
وكانت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، عقب القصف الإسرائيلي الأخير يوم السبت الماضي، قد أخلت مقراً كبيراً لها بين بلدة “عقربا” والسيدة زينب” جنوب العاصمة دمشق، عقب الغارات التي استهدفت الميليشيات الإيرانية بعدة نقاط عسكرية في الآونة الأخيرة.
وأفاد مراسلنا، بأن “الميليشيا نقلت المقر إلى المناطق الحدودية مع لبنان، بكامل عناصره وعتاده، مشيراً إلى أن المقر بالأساس كان فيه في مكتباً للتجنيد والأمور الذاتية، ويحوي غرفاً للعناصر، ومكتب خاص بقائد المقر وغرفة مبيت خاصة به”.
إضافة إلى وجود مستودع تحت الارض فيها أسلحة وذخيرة وصواريخ ثقيلة وأسلحة خفيفة، ومنصات إطلاق لهم، حيث تم نقل كامل المحتويات ب 3 سيارات زيل كبيرة، إضافة إلى نقل عشرين عنصر أغلبهم من الجنسية الإيرانية، إذ يعد هذا المقر من أكبر المقرات في المنطقة.
كما يحتوي على قاعة للاجتماعات، عقد فيها قبل القصف بساعتين اجتماعاً لخمسة قادة من ميليشيا “الحرس”، استمر حوالي ساعة ونصف تزامناً مع استنفار كبير قرب المقر.
يذكر أن القصف الإسرائيلي ألحق خسائر فادحة بالميليشيات الإيرانية المتمركزة في سوريا، وجعلها تنقل مقراتها بشكل دائم تحسباً لأي قصف مفاجئ، وعمدت إلى نزع كل مظاهر الأعلام والرايات الصفراء التي تدل على وجودها، واستبدلتها بـ أعلام النظام السوري، في خطوة باتت مكشوفة وغير مجدية حسب معطيات الأحداث الأخيرة في المنطقة.