“الشعر هو كالأوكسجين بالنسبة لي، ولازلت أطمح أن تصل كلماتي إلى أقصى بقاع الدنيا لتنشر ثقافة مدينتي الصغيرة”.
هكذا عبّرت الشابة “آيات الشبلي” عن حبها للشعر وكيف استطاعت أن تحكي قصة إبداعها وقصائدها التي انتشرت في مدينة الرقة، مع عودة الحركة الثقافية فيها وانطلاق العديد من الفعاليات التي تحاول إنعاش الحركة الثقافية والتراثية فيها.
وفي لقاء مع منصة SY24 قالت “الشبلي”: “وجدت نفسي في الشعر أكثر من دراسة الحقوق الذي أجبرتني ظروف الحرب على تركها، لكني اتجهت بشكل كامل نحو كتابة الشعر و إلقائه في مناسبات كثيرة بعد خروج تنظيم داعش من المدينة”.
وأوضحت أن “موهبة كتابة الشعر بدأت معي باكراً منذ أن كنت جالسة على مقاعد الدراسة الابتدائية، وإلقاء الشعر على زملائي في الصف، الأمر الذي أعطاني دافعاً معنوياً لقول الشعر أمام الجمهور منذ نعومة أظفاري، ومع اتساع نطاق حلمي لأبدع في هذا المجال واضعةً بصمتي في المدينة التي تعتز بمثقفيها وتفتخر بهم، كما الحال مع الأديبة المشهورة فوزية المرعي”.
وأضافت “أبدعت في إلقاء أنواع الشعر المختلفة ومنها المولية، العتابا والنايل وغيرها من الشعر الشعبي، ويعتبر الشاعر الراحل محمود الذخيرة مثلي الأعلى بالشعر، إلى جانب نهر الفرات الذي عشقته كسائر أبناء المدينة، والذي ألهمني كتابة قصائد عديدة شرحت من خلالها حال المدينة قبل الحرب وأوضاع الناس في المدينة بعدها، حيث سيبقى دمارها في ذاكرة الأدباء والشعراء، وأن مفردات الحرب أخذت مكانها في شعر الشعراء وأدب الأدباء بطريقة أو أخرى”.
ودعت الشاعرة “آيات الشبلي” الى الاهتمام الشعر بشكل رسمي في المدينة، كونه “ثقافة موروثة يجب المحافظة عليها”، من خلال فتح مراكز أو جمعيات تدعم الشعراء وخاصة الفتيات اللاتي يجدن دعماً من ذويهن ويجدن في أنفسهن موهبة الكتابة بأنواعه.
الصحافة والعمل الإنساني جانبان آخران في حياة الشابة “آيات”، حيث انضمت للعمل الصحفي بعد انتهاء الحرب، لكنها وجدت نفسها أكثر في العمل الإنساني وخاصةً فيما يتعلق بدعم المرأة والأطفال، وشاركت في العشرات من فعاليات المنظمات الإنسانية في الرقة لتتلقى على إثر ذلك جائزةً من منظمة “مار آسيا الحكيم” مقدمة من اليونيسيف العالمية، كدعم معنوي وشكر لها على ما قدمته.
من جهته قام المركز الثقافي في مدينة الرقة بتكريم الشاعرة “آيات الشبلي” بعد استضافتها في مناسبات كثيرة، لتكون ممثلة عن مدينتها التي تطمح بأن تكون سفيرة لها في المحافل الدولية يوماً ما، مع استمرار حلمها بنشر جميع قصائدها في ديوان شعري يترجم تراث المدينة وثقافتها.