تتفرّد مدينة حمص عن باقي المدن والمناطق السورية بالاحتفال سنوياً في (21نيسان/أبريل) من كل عام بعيد “خميس الحلاوة” الذي يحمل الكثير من معاني التآخي بين أبناء هذه المدينة.
“خميس الحلاوة” أو ما يُسمى أيضاً ب “خميس الأموات” هو من الأعياد الشعبية القديمة في مدينة حمص، ويعد واحداً من أصل سبعة أيام خميس ذات طقوس احتفالية، كانت تبدأ مع بدء الصوم الكبير لدى المسيحيين الذين يتبعون التقويم الشرقي.
ويعد “خميس الحلاوة” آخر خميس مميز من الخميسات السبعة في حمص حتى وقتنا الحاضر، ويعود الفضل باستمراره لبائعي الحلاوة.
كما أن “الحلاوة الخبزية” ذات اللونين الأبيض والأحمر التي صارت تتميز بها حمص، هي التي أبقت على ذكرى هذا الخميس حياً رغم أنها صارت متوافرة على مدار العام، وليس في هذا الخميس بالذات، فأصبحت الحلاوة “الخبزية” هي الحاملة لذكرى هذا الخميس وليس العكس.
ومن طقوس هذا العيد خروج عدد كبير من أبناء حمص بعد ظهر يوم “خميس الحلاوات”، إلى المقابر لزيارة أمواتهم والترحم عليهم، مصطحبين معهم كميات من الحلاوة بمختلف أصنافها، حيث يقومون بتوزيعها على كل من يصادفونه من الناس طالبين منهم الترحم على موتاهم.
وفي هذا الخميس ترتدي المدينة حلة زاهية ملونة من أنواع الحلاوة التي اختص بها هذا العيد، واجهات المحلات وخاصة في السوق القديم، وما يحيط بها تبهر العين بأشكال قمعية ضخمة ملونة باللونين الزهري والأبيض، وكأنها تغار من زهور الربيع.