انتقل مستوى ألعاب القوى في محافظة إدلب نقلة نوعية ولا سيما في العامين الماضيين، حيث استطاعت عدة فرق المشاركة بمباريات وبطولات عالمية وأحرزت المراكز الأولى وحصدت عدداً من الجوائز الذهبية الفضية والبرونزية بجدارة، ما سلط الضوء على وجود نخب رياضية عالية المستوى، استطاعت الوصول إلى العالمية بأبسط المقومات الموجودة لديهم.
في مدينة نفضت غبار الحرب عنها حديثاً، واستطاعت العودة إلى الحياة بقوة وإرادة، من خلال ممارسة الألعاب الرياضية العالمية، يحدثنا “خالد الخطيب” مدرب نادي دمشق الرياضي في مدينة إدلب، عن حبه لفن الجودو، وسعيه المتواصل للوصول بلاعبيه إلى العالمية، وقد شارك بالفعل في بطولات عدة ونال جوائز في المراتب الأولى.
احترف المدرب البطل الدولي “خالد الخطيب” كما عرف عن نفسه لمراسلة SY24، رياضة الجودو منذ عام 1985، وتدرب في مدينة دمشق، ثم التحق بالمنتخب السوري عام 1994، وحصل على عشرات الألقاب، بالإضافة إلى كونه مدرب، فهو حكم أول، ويحمل حزامًا أسود (5 دان) في اللعبة، وأسس نادي دمشق.
تهجر “الخطيب” من بلدته رنكوس في ريف دمشق، أواخر عام 2016 إلى محافظة إدلب، وانتهت بتهجيره بعد مسيرة تعب طويلة قضاها في التدريب بلعبة الجودو في ربوع دمشق، ليبدأ في إدلب مشروعه الخاص من نقطة الصفر، وبدأ بتأسيس نادي رياضي، بإمكانيات متواضعة جداً، ليدرب اللاعبين من الأطفال والناشئين على أحد أهم فنون ألعاب القوى وهو “الجودو”.
يقول في لقائه مع SY24: إن “مستوى اللاعبين العالي بالفنون القتالية جعل وفداً من اتحاد الجودو الدولي كان قد زار المناطق المحررة قبل عامين، يعجب بالأداء الرائع وبمستوى اللاعبين، ووعدونا بتأمين مشاركات للاعبين في بطولات دولية”.
تعد هذه الخطوة الأولى لوصول فرق لاعبي الجودو في إدلب إلى المشاركة خارج المنطقة، في بطولات دولية جرت في تركيا، حيث تم التنسيق مع الجانب التركي ومكتب الرياضي في عفرين للمشاركة ببطولة ولاية “كلس” حيث جرت “بطولة السلام الدولية” بإشراف الاتحاد الدولي للجودو
دعيت كل الأندية الموجودة في إدلب والتي عددها ستة، للمشاركة بالتجارب لانتقاء المنتخب، وحضر عن إدلب فريق نادي دمشق، وحضر التجارب ناديين من عفرين وحضر منتخب اعزاز ومارع.
تحت مسمى “منتخب سوريا الحر للجودو” وبمشاركة 30 لاعباً، من بينهم 19 لاعب من نادي دمشق الرياضي، شارك اللاعبين في إدلب ببطولة دولية، وحصدوا 12 ميدالية لكامل الفرق، تسعة منهم لصالح نادي دمشق، ذهبيتان، وسبعة برونز، إضافة إلى جائزة فضية وبرونزية حصل عليها لاعبي نادي إعزاز.
حيث انتزع الترتيب الأول بفئة الصغار على مستوى خمس دول مشاركة هي “أذربيجان، قبرص، صربيا سوريا، جورجيا”، إضافة إلى 26 ولاية تركية.
ثم تتالت المشاركات بعد الإنجازات التي حققتها الفرق، وخطفت أنظار المشاركين، من خلال أدائهم الرائع ومستواهم العالي، ولاسيما أن تدريبهم كان في ظل ظروفهم المتواضعة بمدينة إدلب من ناحية الإمكانيات المحدودة.
وكانت من أقوى المشاركات التي وصل إليها الفريق في شهر تموز هذا العام، بطولة “حسين أوزكان” الدولية، بولاية كوجالي، يقول “الخطيب” أن اللاعبين أظهروا مستوى عالي من اللعب، وحصلنا على المركز الثاني ترتيب عام، وحصد المنتخب السوري الحر للجودو، على أربع ميداليات، ذهبية وفضية وبرونزيتين، وكانت بمشاركة 40 فريق و21 دولة و31 ولاية التركية، و 1500 لاعب ولاعبة، وكانت من أقوى البطولات التي حصلت إلى اليوم.
وفي شهر آب من العام الماضي، دعي الفريق إلى مشاركة بطولة “كأس النصر” بولاية “سكاريا” يخبرنا الخطيب أنهم نالوا المركز الأول بفئة البراعم، والمركز الثالث بفئة الصغار، وحصدوا ستة ميداليات ذهبية، و2 برونزية وفضية واحدة بحضور 26 دولة، و31 ولاية تركية و1350 لاعب، قدمت الفرق فيها مستوى عالي من اللعب، ونتائج مبهرة لفتت النظر إلى قوة الكوادر الرياضية السورية في الشمال المحرر، وبانتظار بطولات جديدة قادمة.
يتجهز اليوم 100 لاعب من نادي دمشق وأمثالهم من باقي النوادي الأخرى للمشاركات في بطولات قادمة، باسم منتخب سوريا الحرة الذي نجح في نقل حماس الأطفال والناشئين من اللاعبين في منطقة إدلب إلى دول أخرى.