أجمع مراقبون مهتمون بملف تنظيم “داعش” وبخاصة في سوريا، على أن ما يسمى “محور الشر” وأبطاله النظام السوري وروسيا وإيران، يستثمرون وجود التنظيم في المنطقة بحجة مكافحة “الإرهاب”.
وأكد المراقبون أن “محور الشر” سيواصل استخدام شماعة “داعش” للتغطية على إفشاله عملية التوصل إلى حل للصراع الدائر في سوريا.
وفي نظرة سريعة على تطورات الأحداث الأمنية والعسكرية المتعلقة بالتنظيم، يجد المتابع لها بأن روسيا قادرة على إنهاء التنظيم وأماكن انتشاره الرئيسية في البادية السورية، لكنّها لم تفعل ذلك حتى الآن، ويؤكد ذلك الناشطون الذين يقللون من همية حملات التمشيط التي تقوم بها بمساندة الميليشيات ضد “داعش”، حسب ما يصل لمنصة SY24.
وفي السياق ذاته، يرى المراقبون أن من مصلحة إيران وميليشياتها استمرار وجود “داعش” في منطقة البادية، حتى تكون ورقة رابحة بيدها للتمدد في المنطقة على حسابها وبحجة محاربة التنظيم أيضاً.
كما يؤكد المراقبون، أن النظام السوري “لا يسعى إلى القضاء على داعش، لأنه الشماعة الرئيسية في الأزمة السورية”، حسب وصفهم.
وتعقيباً على ذلك قال الناشط الحقوقي “علي رجب” لمنصة SY24: “(اصنع عدوك).. سياسة انتهجتها الدول والتنظيمات التي تسمي نفسها محور مقاومة، وذلك في محاولة تدليس على الشعوب باتت مكشوفة”.
وأضاف أن “رأس النظام بشار الأسد ومنذ بداية الثورة قال: اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون، واتبع قولا وفعلا هذه السياسة”.
وتابع أن “داعش ومثيلاتها من القاعدة هم صناعة نظام مخابراتي لعين، ونظام الأسد أحد أبرز أركانه، ولقد شاهدنا الاسد وهو يستثمره في سوريا والعراق و نهر البارد في لبنان، واتكئ عليه ما بعد الثورة بشكل رئيس بالتنسيق مع إيران التي كانت تسيطر على العراق وسلمت الموصل لداعش، ومن ثم تم التمهيد لداعش لتتسلم جزء كبير من سوريا وأنشأت دولتها المعروفة، فكانت نارا استقطبت كل من لديه فكر جهادي عن حسن أو سوء نية من المستقدم وحرقت الجميع، وكانت ذريعة لنظام الأسد حاول مسح جرائمه بها، فبات يلصق كل مقبرة جماعية لعناصر داعش وهو الذي قتل وشرد ملايين المدنيين السوريين، وأخاف العالم بها لإعاده تعويمه”.
ولفت إلى أن النظام وما تسمى “دول الممانعة” يستغلون “داعش” ومثيلاتها أفضل استغلال، لكنّ الغريب في الأمر هل المجتمع الدولي غافل عن ذلك فنحكم بحمقه، أم انه منسق لذلك عالم به فنحكم بعمالته، وعلى كلتا الحالتين الخاسر هي الشعوب ولا بد لها من التكاتف واستمرار ثورتها لتنهي هذه الحقبة الظلامية التي تعيشها المنطقة وتحرم البشر اللذين فيها من لذة الحياة وطعم الاستقرار، حسب قوله.
من جهتهم، يرى المراقبون أن الاستثمار بشماعة “داعش” مهمة جداً لروسيا والنظام السوري وإيران، ليقولوا للمجتمع الدولي والعالم أن “الإرهاب يهاجمهم”، وبنفس الوقت للفت أنظار العالم عن انتهاكاتهم وجرائمهم التي ترتكب في مناطق أخرى من سوريا وبحق السوريين، مذكرين في الوقت ذاته كيف سلّم النظام مدينة “تدمر” شرقي حمص عام 2016 لـ “داعش”، ومؤخراً كيف انسحب من مناطق في “الرقة” السورية لتسهيل مرور عناصر التنظيم وتحركهم بسهول لشن هجمات ضد “قسد” في الحسكة.
ونبّهوا إلى أن “محور الشر يحاول إضافة إلى إطالة أمد الصراع في سوريا بحجة “داعش”، يريد أن “يستعطف العالم، ليغير من توجه بعض المنظمات والشعوب الغربية والعربية، التي بدأت تتفاعل وتدقق بجرائم النظام السوري وداعميه وبأنه “مجرم ويرعى الإرهاب، وأنه منبعه”.
وبين الفترة والأخر يُنذر المراقبون من عودة “داعش” بنسخة جديدة، وذلك في ظل “غياب الحلول السياسية المقنعة للشعب السوري عموماً ولسكان المنطقة خصوصاً، وغياب تقديم الحلول الأمنية والعسكرية التي من شأنها أن تعالج العرض دون المرض والنتائج دون الأسباب، والأمر الذي يسمح بترسيخ بيئة سائلة وفوضوية وهشة لا تمتلك أدنى مقومات الصمود الذاتي، وهو ما يجعل المنطقة سهلة السقوط أمام أي قوة مفاجئة”.