تعرضت عدة نقاط عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية المنتشرة على طول الطريق الدولي الواصل بين مدينتي ديرالزور والميادين، إلى هجمات نفذتها مجموعات مسلحة يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة استخدم فيها الطرفان أسلحة خفيفة وثقيلة ومضادات طيران، ما تسبب بمقتل عدد من عناصر الميليشيات وحرق بعض النقاط والآليات التابعة لها.
الهجوم الذي استهدف حواجز ميليشيا الحرس الثوري الإيراني عند الطريق الدولي، يعد الأول من نوعه منذ انسحاب التنظيم من المنطقة، وخاصةً أنه وقع على بعد 2 كم من بلدة بقرص التي تضم معابر نهرية غير نظامية مع مناطق “قوات سوريا الديمقراطية”، والتي تستخدم في نقل النفط والمحروقات إلى مناطق النظام، بالإضافة إلى تواجد بعض عائلات منتسبي المليشيات الإيرانية الأجانب فيها، ومخازن الأسلحة التابعة لها، والتي تم نقلها مؤخرا إليها بعد تعرض المخازن القديمة في مدينة الميادين للقصف من قبل التحالف الدولي.
مصادر مقربة من الميليشيات الإيرانية تحدثت عن تعرض إحدى النقاط التابعة للحرس الثوري الإيراني، والمتواجدة في بادية بلدة بقرص، إلى هجوم مسلح نفذه عناصر من تنظيم داعش يستقلون دراجات نارية، تسبب بوقوع عدة إصابات في صفوفهم ما اضطرهم للانسحاب باتجاه البلدة وطلب مؤازرة عسكرية من بقية الميليشيات، غير أن عناصر التنظيم كانوا قد وصلوا بالفعل إلى الطريق الدولي الواصل بين مدينتي الميادين ديرالزور، واشتبكوا مع الحواجز العسكرية التابعة لها ولميليشيا الفرقة الرابعة المتواجدة في المنطقة.
وأكدت المصادر ذاتها، أن عناصر التنظيم استهدفوا نقاط تمركز ميليشيا الحرس الثوري وميليشيا الفرقة الرابعة بشكل مباشر، بالإضافة إلى قيامهم بإعداد كمائن مسلحة وزرع عبوات ناسفة على جانب الطريق بهدف استهداف الأرتال العسكرية القادمة من مدينة ديرالزور لمؤازرة الميليشيات التي تتعرض للهجوم، ما تسبب بوقوع سيارة تابعة لميليشيا أسود العشائر في إحدى هذه الكمائن وإحراقها بالكامل وسقوط من كان في داخلها بين قتيل وجريح.
الاشتباكات استمرت لأكثر من ساعة قبل انسحاب عناصر داعش باتجاه البادية السورية، وقيام مجموعات من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني والفرقة الرابعة وأسود العشائر بمحاولة اللحاق بهم، ما نتج عنه وقوع عدة إصابات في صفوفهم بعد تفجير عناصر التنظيم عبوات ناسفة كانوا قد زرعوها بالقرب من النقاط العسكرية التي استولوا عليها سابقاً.
مصادر طبية في مدينة ديرالزور، ذكرت أن عدداً كبيراً من القتلى والجرحى وصلوا إلى المشفى العسكري والمشافي الميدانية التابعة للميليشيات الإيرانية في المدينة، وسط حالة من الرعب والهلع في صفوف عناصر هذه الميليشيات الذين تحدثوا عن تعرضهم لهجوم عنيف ومنظم ومباشر من قبل التنظيم متهمين بعض قادة المجموعات المحلية بالتعاون مع داعش وتقديم معلومات استخباراتية لهم.
في حين أكد مراسلنا، أن “القوات الروسية والميليشيات التابعة لها لم ترسل أي مؤازرات إلى مناطق الاشتباك، على الرغم من تواجد عدة نقاط عسكرية تابعة لها بالقرب من مطار ديرالزور العسكري الذي لا يبعد سوى 20 كم عن مكان الهجوم”.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه ميليشيا الحرس الثوري الإيراني مع بقية الميليشيات التابعة لها لإطلاق حملة أمنية وعسكرية جديدة في بايدة مدينة الميادين وبقرص وديرالزور، بهدف تجهيز نقاط عسكرية جديدة وزرع حقول ألغام في المنطقة وتأمينها بشكل تام، للحد من تعرضهم لهجمات مماثلة من قبل خلايا تنظيم داعش التي تنشط في المنطقة، وخاصةً مع اقتراب فصل الشتاء واستغلال عناصر داعش للظروف الجوية بهدف تأمين التغطية التامة لتحركاتهم.