في ظاهرة نادرة، شهد يوم الأحد ولادة طفل برأسين، في مشفى العيادات التخصصي بمدينة إدلب شمال غربي سوريا، إذ تداولت مواقع إخبارية صورة للطفل حديث الولادة، في ظاهرة غريبة من نوعها، حسب ما تابعته منصة SY24، في تقاريرها السابقة.
ليست هذه المرة الأولى التي تحدث فيها حالات نادرة، إذ سجل عامي 2017 و 2018 ولادة حالتين مشابهتين إحداها في منطقة ريف إدلب الجنوبي، والآخرى في مدينة كفر تخاريم غربي المحافظة.
وتكررت حالات التشوهات الخلقية للولادات في السنوات الأخيرة كأحد نتائج الأسلحة الكيميائية التي استخدمها النظام السوري في حربه ضد المدنيين، فقد وُثقت عدة حالات من الأطفال والأجنة، ولدوا بتشوهات مختلفة، منها ما هو غريب وغير مألوف، بالنسبة للأطباء في المنطقة، حيث يعتقد بعضهم أن التشوهات حصلت نتيجة استخدام الأسلحة الكيماوية والمتفجرات التي تحتوي على عناصر من المعادن الثقيلة والوقود والمذيبات والمواد النشطة، التي أثرت على الإنسان والحيوان والبيئة معاً، من تلوث المياه الجوفية والتربة في مشاكل بيئية خطيرة.
وفي وقت سابق تحدثت إلينا أحد الناجيات من مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، حيث كانت شاهدة على الجريمة، وضهرت آثارها في إحدى ولادتها بعد عدة أشهر.
ذكرت “صفاء” مهجرة من الغوطة الشرقية، وإحدى الأمهات اللواتي نجت من الاختناق بغاز السارين، لكن جنينها في بطنها كان له نصيب من الموت المؤجل.
تقول في حديث خاص لمنصة SY24، إنها “وضعت الطفل بعد سبعة أشهر من قصف الكيماوي، كنت حاملاً بشهري الثاني عندما وقعت الجريمة، فولدت طفلي بتشوه في الرأس، والأطراف والأصابع، وتوفي بعد عدة ساعات”.
تذكر “صفاء” أن أكثر من 14 حالة لأطفال في الغوطة، ولدوا بتشوهات في تلك الفترة، قال الأطباء إن “السبب الرئيسي والعامل المشترك بينهم هو تعرض أحد الوالدين أو كليهما للغازات السامة”.
ما حصل مع “صفاء” وطفلها، يشابه ما حدث مع “أحلام” وهي مهجرة من خان شيخون إلى الريف الشمالي، تقول لنا: “لم أتوقع بعد ثلاث سنوات من حادثة الكيماوي، أن يمتد أثرها إلى اليوم، وأن يأتي طفلي بإعاقة جسدية، رجح الأطباء أن تكون من أثر الغازات الكيماوية التي تعرضنا لها في ذلك الوقت”.
شخص الأطباء حالة الطفل أن لديه نقص خمس فقرات من العمود الفقري، و استسقاء بالرأس وتشوهات بالوجه، وضعه الصحي سيء جداً ويتعالج الآن في مشافي تركيا.
فيما يرجع الطبيب “حسن القسوم” أخصائي أطفال في مدينة إدلب في حديث خاص لمنصة SY24، أن تكون التشوهات الحاصلة لدى الأجنة مجهولة الأسباب أيضاً.
ووفق دراسة بحثية استقصائية عن أثر الغازات الكيماوية على الإنسان والبيئة، فقد حلت سوريا في المرتبة 18 بين أكثر الدول تلوثاً في العالم (من بين 92 دولة) عام 2019، وفقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية، إذ بلغ تركيز “الجسيمات الدقيقة” (PM2.5) ثلاثة أضعاف مستوى التعرض الموصى به من منظمة الصحة العالمية.
وذكرت الدراسة أيضاً أن “الجسيمات الدقيقة” لها تأثيراً مباشراً على الصحة العامة: فقد ازدادت تقديرات الوفيات الناجمة عن الأمراض التي يسببها تلوث الهواء في الأماكن المفتوحة بنسبة 17% بين عامي 2010 و2017، بإجمالي 7,684 شخص؛ وتُشكل حالات الإعاقة الناجمة عن التعرض إلى “الجسيمات الدقيقة” 1,625 لكل 100 ألف شخص في سوريا.