استذكر جميع السوريين داخل سوريا وخارجها سياسة الأرض المحروقة والقصف الروسي الممنهج بحق المنشآت والمباني في سوريا دعماً لرأس النظام “بشار الأسد”، وذلك بالتزامن مع الحملة العسكرية “العنيفة”، اليوم الإثنين، على العاصمة الأوكرانية كييف.
وصباح اليوم، وحسب ما تابعت منصة SY24، هزت عدة انفجارات وسط العاصمة الأوكرانية كييف بعد أشهر من الهدوء النسبي وأسفرت عن قتلى وجرحى، وفق مصادر متطابقة.
وتعليقاً على الانفجارات في كييف قال الرئيس الأوكراني: “في اليوم الـ299 للحرب يحاولون تدميرنا ومسحنا عن وجه الأرض”، في إشارة إلى القصف الروسي المكثف.
وأشار ناشطون سوريون إلى أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” وبعد تعيينه جنرالاً روسياً يطلق عليه لقب “جزار حلب” لقيادة العملية العسكرية، بدأ عمليات القصف المكثف على العاصمة الأوكرانية، لافتين إلى أن الجنرال الروسي اتبع السياسة نفسها في قصف كثير من المدن السورية.
وأشار ناشطون آخرون إلى أن انجازات “جيش بوتين في أوكرانيا تضاف لسجل جرائم حرب السوفييت والروس في أفغانستان و الشيشان وسوريا”.
وأضافوا أن “جميع الأهداف التي تم قصفها اليوم هي أهداف مدنية وبنى تحتية وحكومية”، لافتين إلى أن “الدفاعات الأوكرانية تصدت لها وأسقطت 41 صاروخ من 75- صاروخ، ما ينذر بتصعيد وتعقيد وتغييب للدبلوماسية والتوصل إلى حل”.
وقال الناشط السوري “قحطان الشرقي” في تغريدة إن “القائد الجديد للحرب الروسية على أوكرانيا يبدء عهده بقصف العاصمة الأوكرانية كييف بصواريخ ثقيلة، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين”.
وتابع بالقول إن “أوروبا التي اكتفت بإدانة جرائم روسيا في سوريا، ما الذي ستفعله أمام روسيا التي بدأت باستخدام سياسة الأرض المحروقة على غرار تدمير حلب”.
وحمّل كثيرون مسألة التغاضي عن انتهاكات روسيا في سوريا للمجتمع الدولي والدول الغربية، وقالوا “عندما كان بوتين يقصف الأبرياء ويدمر المنازل والمستشفيات والمصانع والملاعب والحدائق في سوريا، لم يتحدث أحد من الغرب عن جرائمه، وعندما قصف أوكرانيا بأقل القليل مما فعله في سوريا تقوم الدنيا ولم تقعد.. هذا هو الكيل بمكيالين في عالم النفاق”، حسب تعبيرهم.
أمّا الصحفي “هشام منور” والمتابع لملف القضية السورية فقال “التصعيد اليوم في أوكرانيا أولى خطوات الجنرال الجديد سوروفيكين، علينا مراجعة تاريخ هذا الرجل لنقف على المراحل المقبلة من الحر”.
وأمس الأحد، أفادت مصادر متطابقة بأن “بوتين” عيّن الجنرال الروسي “سيرجي سوروفكين”، قائداً للعمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأشارت المصادر إلى أن “سوروفكين” كان مسؤولاً عن العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وهو أحد القادة الروس الذين شاركوا بتدمير “حلب” واكتسب صفة “جزارها”.
وتحدثت مصادر أخرى عن أن المدعو “سوروفكين”، هو من أعطى الأوامر العسكرية “بالتدمير الجوي للمدن والمستشفيات والمدارس والأسواق، مما أدى إلى تهجير الملايين وسقوط المناطق بأيدي عصابات الأسد”، حسب تعبيرها.
وعيّن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجنرال سيرغي سوروفيكين بعد انتقادات طالبت بإعادة نشر القوات في أوكرانيا بالنظر إلى تراجع القوات في بعض المناطق التي سيطرت عليها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه “بقرار من وزير دفاع روسيا الاتحادية جرى تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائداً للمجموعة المشتركة من القوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة”.
وتشير المصادر المتطابقة إلى أن “سوروفيكين له سجل حافل في سوريا، متولياً قيادة مجموعة القوات الروسية في إطار مهمتين له في 2017 و2019، ما جعله يتمتع بخبرة واسعة في الحروب.
ووفق عدد من المتابعين فقد كانت تلك الفترة حساسة جداً للقوات الروسية بسوريا ولقوات النظام السوري وحلفائه وكانت فترة حسم، إذ تمكن النظام من استرجاع آلاف الكيلومترات التي كانت تسيطر عليها المعارضة على عدد من الجبهات بخاصة في أرياف درعا وحماة وإدلب وحلب.
وكان “سوروفيكين” ظهر في احتفال مع عدد من الجنرالات الروس بقاعدة حميميم الجوية التي أنشأتها روسيا في محافظة اللاذقية غربي سوريا، ووقتها انتشر مقطع فيديو لجنرال روسي وهو يمسك رأس النظام السوري “بشار الأسد” من يده ويمنعه التقدم إلى الصفوف الأمامية، حسب المصادر ذاتها.
وقبل أيام، اعتبر المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا “ستيفان شنيك”، أن خسائر وانتكاسة روسيا في أوكرانيا ستؤدي إلى إضعاف قدرتها العسكرية في سوريا.
وقال “شنيك” في تغريدة على حسابه في “تويتر”، حسب ما تابعت منصة SY24، إن “خسائر روسيا العسكرية الأخيرة في بلدة ليمان بأوكرانيا، تظهر أن القوة العسكرية الروسية تتلاشى”.
وأضاف “يشير هذا إلى احتمال إضعاف الدعم الروسي للعمليات العسكرية في سوريا”.