ديرالزور.. ضعف في الخدمات التعليمية المقدمة لأطفال المخيمات العشوائية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

يعاني سكان المخيمات العشوائية المنتشرة في ريف ديرالزور في شمال شرق سوريا، من ضعف واضح في معظم الخدمات الأساسية المقدمة لهم من قبل المؤسسات المدنية التابعة لـ “الإدارة الذاتية” أو من المنظمات المحلية والدولية العاملة في المنطقة، ما فاقم من معاناة هؤلاء النازحين في ظل حالة الغلاء التي تسود المنطقة، وهبوط سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار جميع المواد والسلع الغذائية والتجارية.

 

معاناة الأهالي لم تقتصر على الأوضاع المعيشية بل تعدتها إلى المنظومة التعليمية التي تشهد انعدام في الخدمات المقدمة لأبناء النازحين، الذين لا يتلقون تعليماً كافياً كحال بقية أطفال المنطقة لانعدام المدارس وعدم تقديم المنظمات الدولية دعماً حقيقياً لهذه المخيمات، ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية السيئة للنازحين التي أجبرت عدداً منهم لإرسال أطفالهم لسوق العمل لمساعدتهم في شراء حاجياتهم اليومية.

 

وأكد قاطنو مخيم “أبو خشب” الذي يضم أكثر من 10 آلاف نسمة، أنهم يعانون من انعدام شبه تام للخدمات التعليمية المقدمة من قبل المنظمات الدولية وأيضاً من قبل مؤسسات “الإدارة الذاتية” التعليمية، على الرغم من أنه الوحيد من بين المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة المسجل لدى مكتب شؤون النازحين في “الإدارة”.

 

حيث اقتصر دور المنظمات الدولية في مخيم “أبو خشب” العشوائي على تقديم الدعم النفسي ودروس التوعية لعدد محدود من الأطفال لا يتجاوز “المئة”، في الوقت الذي لا يتلقى فيه بقي أطفال المخيم تعليم حقيقي سوى قيام بعض الأشخاص بإقامة حلقات خاصة غير منتظمة يتم إعطاء الأطفال فيها دروساً في القراءة والحساب، لإبعادهم عن “شبح الأمية” الذي يهدد الآلاف من أطفال المنطقة.

 

“أبو محمد”، أحد سكان منطقة أبو خشب في ريف ديرالزور الشمالي، أكد أن “غياب المؤسسات التعليمية الحقيقية فاقم من ظاهرة الأمية التي انتشرت بشكل كبير وواضح لدى معظم أطفال المنطقة، ناهيك عن حالة تسرب الأطفال من المدارس واتجاههم لسوق العمل بهدف إعالة أسرهم التي تعاني ظروفاً اقتصادية صعبة”، على حد قوله.

 

وقال حديثه لمنصة SY24، إنه “في ظل حالة الاحتقان التي تشهدها المنطقة بشأن المناهج التي فرضتها قسد وتوقف العملية التعليمية بشكل مؤقت فيها، فإن المخيمات العشوائية الموجودة في ريف ديرالزور تعاني تهميش واضح من قبل المنظمات الدولية والمحلية، التي أوقفت الدعم المخصص لها ولم تقدم أي خيار بديل لهؤلاء الأطفال الذين يتجاوز عددهم الـ 7 آلاف طفل”.

 

وأضاف أن “طالب الأهالي بإعادة إحياء العملية التعليمية في المخيمات وإنشاء مدارس متنقلة تقوم بإعطاء الأطفال الدروس الأولية في القراءة والكتابة لإخراجهم من حالة الأمية التي يعانون منها، في ظل عدم قدرة ذويهم على إعطائهم هذه الدروس بسبب معاناتهم هم أيضاً من الأمية وعدم قدرة عدد كبير منهم على تدريس أبنائه”.

 

من جانبه، قال مكتب شؤون النازحين في مجلس ديرالزور المدني، إن “الخدمات التعليمية المقدمة من المنظمات الدولية شبه معدومة، فيما يخص المخيمات العشوائية المنتشرة في ريف ديرالزور الشمالي والغربي والبالغ عددها 7 مخيمات يعيش فيها قرابة 2600 عائلة، تعاني من ظروف اقتصادية ومعيشية سيئة”.

 

وأوضح المكتب في تصريحات سابقة، أن دعم التعليم في المخيمات العشوائية يجب أن يكون من أولويات هذه المنظمات، وذلك بهدف تقديم جلسات دعم نفسي لهؤلاء الأطفال الذين يعانون من آثار الحرب الطويلة التي شهدتها المنطقة، بالإضافة إلى زيادة الدعم اللوجستي لهؤلاء الأطفال من ناحية الحقائب والكتب المدرسية الخاصة بمنهاج اليونسيف المعتمد لدى مدارس ريف ديرالزور، مع ضرورة إقامة مدارس ومراكز تعليمية ثابتة في المنطقة.

مقالات ذات صلة