عاد البطريرك الماروني في لبنان “بشارة الراعي” لمهاجمة اللاجئين السوريين في لبنان من جديد، مدّعياً أن وجودهم يشكل خطراً أمنياً على المجتمع اللبناني.
وذكر “الراعي” بحسب ما تابعت منصة SY24، أن “عدد النازحين السوريين الذي يفوق المليون ونصف بات يشكّل عبئًا اقتصاديًا ضاغطًا وخطرًاً أمنيًا على المجتمع اللبناني، وينذر بخلل ديموغرافي وتغيير في هوية لبنان الثقافية”.
وزعم أنه مصدوم من رفض المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة قرار لبنان بإعادة السوريين إلى مناطق النظام، وبتمسّكها بإعطاء كل نازح حرية البقاء أو العودة، على حد تعبيره.
وأعرب البطريرك الماروني عن رفضه لهذا القرار الأممي لأنه “مكلف جدًا على لبنان”.
وطالب حكومة بلاده “بالمضي قدمًا في مواصلة إعادة النازحين السوريين إلى المناطق السورية الآمنة”، حسب وصفه.
كما طالب الأمم المتحدة بأن “تعطي مساعداتها المالية للنازحين على أرض سوريا لا على أرض لبنان”.
وأواخر العام 2021، وجّه البطريرك الماروني في لبنان، بشارة الراعي، رسالة إلى “النازحين السوريين”، مطالبا إياهم بـ “العودة إلى بلادهم ومتابعة تاريخهم وثقافتهم”، حسب تعبيره.
وذكر “الراعي” خلال كلمة له في المجلس الاقتصادي الاجتماعي في وسط بيروت، أن “ما يقلقنا بالإضافة إلى هجرة شعبنا، تزايد عدد اللاجئين والنازحين الذين بلغوا نصف سكان لبنان”.
وخاطب السوريين برسالة موجهة لهم بأن “عودوا الى بلادكم وتابعوا تاريخكم وثقافتكم، وإن لم تعودوا تكونوا، أنتم من تقيمون الحرب الثانية بهدم ثقافتكم وتاريخكم، ونطالب بذلك بكل محبة”.
وقال الصحفي اللبناني “صهيب جوهر” لمنصة SY24، إن “هذه المطالبة غير واقعية وغير منطقية لعدة عوامل أهمها: أن الأمور في سوريا لم تذهب نحو حل، ولا يوجد ضمانات إنسانية بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم بأمان دون أن يتعرض لهم النظام السوري بالقتل والاعتقال، وأيضًا بات هناك تغيير ديموغرافي وأصبح هناك استحالة عودة السوريين دون تحقيق تسوية إقليمية وتسوية أخرى داخل القطر السوري”.
وكان المحامي اللبناني الدولي “طارق شندب”، ردّ على مطالبة البطريرك الماروني في لبنان “بشارة الراعي” بإعادة اللاجئين السورين إلى ديارهم، بأنه عليه أن يطالب بعودة المسلحين والميليشيات التابعة لـ “حزب الله” أولًا.
وقبل أيام، أعلنت مصادر مطلعة بدء الحكومة اللبنانية تطبيق خطتها لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وذلك خلال تشرين الأول/أكتوبر الجاري، في تجاهل واضح لكل التقارير الدولية التي تؤكد أن سوريا “بلد غير آمن”.