انتصف شهر “أكتوبر الوردي” والذي يعرف عالمياً بشهر التوعية حول مرض سرطان الثدي، ويعد الأكثر شيوعاً بين أنواع السرطان التي تصيب النساء ، حسب منظمة الصحة العالمية، إذ تصاب به واحدة من كل 12 امرأة معظمهن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، كما يعد السبب الأول لوفيات مرضى السرطان لدى النساء.
تكثر حملات التوعية الخاصة بالنساء، في شهر “تشرين الأول” عالمياً، حول أهمية الفحص الدوري والمبكر عن المرض، من خلال مراقبة أي عرض أو تغير في منطقة الثدي وتحت الإبط، والذي يساعد على بدء العلاج في وقت مبكر ويرفع نسبة الشفاء أيضاً حسب ما أكده الطبيب “أيهم جمو” مدير قسم الأورام في مشفى إدلب المركزي.
للعام الخامس على التوالي، يقدم قسم الأورام السرطانية في المشفى، المدعوم من قبل الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز”، خدماته بشكل مجاني لمرضى المناطق المحررة شمالي سوريا، كونه المركز الوحيد والأول المتخصص بعلاج الأورام السرطانية، إذ تم افتتاحه في تشرين الثاني 2018.
ويواصل المركز تقديم كافة الخدمات المجانية لجميع مرضى السرطان، ويعالج سرطان الكولون، ولومفيما الدم، واللوكيميا عند الأطفال، وأشار الطبيب إلى أن المركز أدخل علاجات لأنواع أخرى بما فيها حالات سرطان الثدي.
يقول الطبيب “جمو” في حديثه إلينا، إن حملات التوعية في المنطقة مازالت ضعيفة بشكل عام، ولكن المركز يعمل على توعية الحالات اليومية التي تزوره، ومرافقيهم وأقاربهم، ويقدم المعلومات الكافية حول ضرورة الفحص والكشف المبكر عن المرض.
يتحدث الطبيب المختص عن أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي في ارتفاع نسبة الشفاء، والتقليل من عدد الجرعات ومدة العلاج، يقول لنا في حديث خاص: إن “الكشف المبكر للسيدات في المنزل يبدأ من الوعي والفحص الذاتي بشكل دوري، وفي حال وجود أي كتلة أو تغيرفي الجلد أو شكل الحلمة، يجب التوجه مباشرة إلى مركز الأورام لإجراء الفحوصات اللازمة”.
كما استطاع المركز مؤخراً، تأمين خدمة التشريح المرضي التي تساعد في تشخيص المرض، بالإضافة إلى برنامج التلوينات المناعية.
إضافة إلى وجود جهاز الـ “مامو غرام” وهو جهاز تصوير شعاعي خاص للكشف عن حالات مرض سرطان الثدي، إمكانية الفحص بشكل دوري، ومبكر عن المرض، سواء المرضى المحولين من أطباء خارج المركز، أو حالات فردية نتيجة الفحص الذاتي بهدف الاطمئنان على صحة المريضة، إذ يتم إجراء الصورة عند الطبيب المشرف على الحالة ضمن المركز.
كذلك يقدم المركز للمرضى، استشارات مجانية لجميع الحالات، والعلاج الكيماوي، والعلاج الكيماوي الهرموني، وتسريب الجرعات للمرضى، إضافة إلى قسم الجراحة في حال وجود ضرورة لأخذ خزعة أو إجراء عمل جراحي لاستئصال الثدي.
وكشف الطبيب “جمو” عن زيادة نسبة مريضات سرطان الثدي في المنطقة من الحالات المشخصة حديثاً، حيث وصلت حسب آخر إحصائية تقريبية للمركز نحو 40 حالة شهرياً، دون معرفة أسباب الزيادة، وهو رقم كبير جداً ويشكل نصف حالات مرضى السرطان بشكل عام، حسب قوله.
يذكر أن وجود مركز علاج السرطان في المنطقة خفف على مئات المرضى أعباءً كثيرة، ومبالغ مكلفة لا قدرة لدى كثير منهم على تحملها، ناهيك عن تحمل ألم المرض ومراحل العلاج والعمل الجراحي والجرعات الكيماوية، وساعد آلاف المرضى في تلقي العلاج ضمن مناطقهم دون الحاجة إلى تحمل مشقة السفر إلى تركيا أو مناطق سيطرة النظام لمتابعة علاجهم كما كانوا يفعلون سابقاً.