أعلنت إدارة مخيم الهول للنازحين بريف الحسكة الشرقي، أن 157 عائلة عراقية قد غادرت المخيم باتجاه مركز “جدعة” لايواء النازحين في ريف مدينة الموصل، وذلك ضمن خطة حكومة بغداد لإفراغ المخيم من اللاجئين العراقيين وإعادتهم إلى بلدهم بالرغم من عدم توافر البيئة المناسبة لإعادتهم.
وبلغ عدد أفراد العائلات العراقية التي غادرت المخيم 634 فرد معظمهم من النساء والأطفال، أمضوا ليلتهم الأخيرة داخل قسم الاستقبال في المخيم تمهيداً لنقلهم إلى العراق عبر 16 حافلة وصلت إلى الهول قادمة من مدينة الموصل عبر معبر “اليعربية” الحدودي، وذلك بالتنسيق بين “الإدارة الذاتية” واللجنة الأمنية العراقية التي زارت المخيم أكثر من مرة مطلع الشهر الجاري.
مصادر محلية داخل المخيم، قالت أن اللاجئين العراقيين تفاجئوا بقرار تبليغهم المبيت في قسم الاستقبال بالمخيم قبل ليلة واحدة من نقلهم إلى العراق، الأمر الذي دفع عدد كبير منهم إلى ترك معظم أمتعته وأغراضه الشخصية خلفه، مع عدم قدرته على أخذها معه أو بيعها داخل سوق المخيم المحلية لضيق الوقت، ما تسبب بحالة من الغضب عمت أوساط النازحين.
وأفادت المصادر ذاتها، بأن حراس المخيم تعمدوا عدم تبليغ العائلات العراقية في وقت مبكر على الرغم من إصدار الإدارة قرار النقل قبل يوم كامل، وذلك في محاولة منهم الاستيلاء على ممتلكاتهم الشخصية وبيعها داخل السوق المحلي بالتعاون مع بعض النازحين العراقيين الذين تربطهم صلة قرابة بالمغادرين.
وفي وقت سابق، اتهم المتحدث باسم العشائر العربية في العراق “مزاحم الحويت” العائدين من مخيم الهول للنازحين في سوريا بأنهم “يشكلون خطراً على أمن محافظة نينوى”، كونهم كانوا يعيشون وسط تنظيم داعش إبان سيطرته على المنطقة أثناء نزوحهم إلى الهول، واصفاً إياهم بـ “القنابل الموقوتة”.
وأكد المستشار في ديوان محافظة نينوى “محمد الجبوري”، أن جميع الأسر العائدة إلى العراق تنقل إلى مخيم جدعة 20 كم جنوب مدينة الموصل، وتخضع فيه لبرامج إعادة تأهيل تستمر عدة أشهر، بالإضافة إلى وجود برامج دعم من قبل منظمات الأمم المتحدة خاصة بالأطفال والنساء تشمل دورات تأهيل وبرامج تعليمية، مؤكداً أن “جميع العائدين جرى فحص ملفاتهم الأمنية بشكل كامل ولا يشكلون أي خطر على البيئة المحيطة”، على حد وصفه.
فيما قال المتحدث باسم القبائل والعشائر العربية في سوريا “مضر حماد الأسعد” في حديثه لمنصة SY24:” أن قرابة 25 ألف لاجئ عراقي غالبيتهم من النساء والأطفال موجودين داخل مخيم الهول للنازحين، ما زالوا يرفضون العودة إلى بلادهم خوفاً من الإجراءات الأمنية التي تفرضها مليشيات إيران الشيعية التي تسيطر على مفاصل الحكم، فيما يتخوف البعض من العودة إلى هناك كونه مطلوب للحكومة العراقية بتهم تتعلق بالتعاون مع تنظيم داعش”.
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت أنها مستمرة في خططها لإعادة جميع مواطنيها المتواجدين في المخيمات التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، إلى بلدهم بما فيهم عناصر تنظيم داعش المعتقلين داخل سجون “قوات سوريا الديمقراطية” بغرض محاكمتهم، مبينةً أنها نقلت إلى الآن 947 عائلة من مخيم الهول للنازحين باتجاه مخيم “جدعة” على 7 دفعات.