تأججت الخلافات مجدداً بين الميليشيات المحلية في القلمون الغربي، بعد أن قامت ميليشيا “الدفاع الوطني” بالسيطرة على حاجز عسكري تابع للفرقة الرابعة الموالية لإيران، متمركز قرب بلدة “بخعة” مساء يوم أمس الثلاثاء،حسب ما رصدته منصة SY24.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، قال إن “الحاجز التابع للفرقة الرابعة، يقع بين منطقتي بخعة و رأس العين، كان عليه خمس عناصر، تم اعتقالهم جميعاً بعد سيطرة الدفاع عليه”.
وأكد أن الهجوم على الحاجز جاء عقب مصادرة شاحنة صغيرة تعود ملكيتها لأحد قادة “الدفاع الوطني” بالمنطقة، كانت محملة بمواد مهربة من لبنان، في طريق دخولها إلى القلمون، ما تسبب بأزمة أمنية بينهما، انتهت بسيطرة “الدفاع” على الحاجز واعتقال العناصر.
وأضاف المراسل أن ذلك تم دون حدوث أي اشتباك بينهما، حيث جاء عدة عناصر من الدفاع، يستقلون سيارتين عسكريتين إلى الحاجز، واقتادوا عناصر الفرقة الرابعة إلى أحد مقراتهم الواقعة عند أطراف قرية “بخعة”.
على خلفية ذلك، وتحسباً لأي هجوم من “الرابعة”، نشرت ميليشيا “الدفاع” عناصرها من منطقة “رأس العين” وصولاً إلى “بخعة”، ومنعت وصولهم إلى القرية، ولاسيما بعد أن استقدمت الأخيرة تعزيزات من “الجبة” و”معلولا” إلى نقطة الحدث.
وبقي الاستنفار بينهما قائماً أكثر من ساعتين متواصلتين، وسط نشر حواجز مؤقتة لكلا الطرفين بمنطقتي “بخعة” و”رأس العين”، إلى حين استدعاء قوة عسكرية من القوات الروسية للفصل بينهم، وطلبت اجتماعاً يضم قادة وضباط من الطرفين لحل المشكلة بأسرع وقت.
وأشار المراسل، إلى أن الاجتماع الذي أقيم قرب بلدة “بخعة” أفضى إلى إنهاء الخلاف صباح اليوم التالي، وتسليم العناصر المحتجزة للفرقة الرابعة، مقابل إرجاع الشاحنة ومحتوياتها إلى “الدفاع الوطني” دون أن يتم فض الاستنفار القائم بين الطرفين في أماكن انتشارهم.
وعلى الجانب الآخر، شهدت ذات القرية صباح أمس الثلاثاء، حملة مداهمات للمرة الثانية خلال يومين، شنتها قوات “الفرقة الرابعة”، أسفرت عن اعتقال خمسة أشخاص من الأهالي، بتهمة اشتراكهم في عملية الهجوم المسلح الأخير على الحاجز، إذ تعرض حاجز عسكري للفرقة الرابعة عند أطراف قرية “الجبة” إلى هجوم بالأسلحة الرشاشة، ودارت اشتباكات بين المسلحين من الميليشيات المحلية من أبناء البلدة وبين عناصر الفرقة الرابعة، واستمرت حوالي عشرين دقيقة، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وأشار إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل عنصرين من عناصر الحاجز، بينهم ضابط برتبة رقيب أول، وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة، وذكرت مصادر محلية أن سبب الهجوم على الحاجز، هو رد انتقامي على مقتل الشاب “محمد عبد الوهاب” أحد أبناء القرية، الذي قتل مطلع الشهر الجاري، برصاص دوريات تابعة للفرقة الرابعة وكانت منصة SY24 قد تناولت حادثة قتله في تقرير مفصل.
من الجدير بالذكر أن هذه الخلافات زادت بشكل واضح بين الميليشيات المحلية المحسوبة على إيران والنظام السوري في الفترة الأخيرة، وذلك لعدة أسباب أبرزها الصراع حول النفوذ، وبسط السيطرة في المنطقة، إضافة إلى تقاسم الإتاوات والأموال المنهوبة من المدنيين، والخلاف حول شحنات المواد المهربة من المعابر غير الشرعية كما حدث مؤخراً.