جددت الميليشيات الإيرانية رفضها إعادة الأملاك التي استولت عليها في قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي، على الرغم من مرور أكثر من 5 سنوات على سيطرة هذه الميليشيات على المنطقة، والاستيلاء على عدد من المنازل والأراضي الزراعية فيها، بحجة أن أصحابها يعملون لصالح تنظيم داعش وفصائل المعارضة السورية.
الميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية لها ما تزال ترفض عودة أصحاب المنازل والأراضي إلى قراهم حتى من الموالين لها، وذلك بعد أن قامت بتوطين عائلات مقاتليه الأجانب فيها، بالإضافة إلى تحويل البعض منها إلى مستودعات لتخزين السلاح وإخفاء منصات إطلاق الصواريخ التي تستهدف بها قواعد التحالف الدولي المتواجدة في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، ناهيك عن استثمارها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وزراعتها بالقمح والقطن وبعض المحاصيل الموسمية وبيعها للنظام.
مصادر محلية كشفت لمنصة SY24، أن عدد المنازل التي استولت عليها الميليشيات الإيرانية داخل قرى “المريعية والبوعمر وموحسن” في ريف ديرالزور الشرقي تجاوز الـ 500 منزل، بالإضافة إلى الأراضي الزراعية التي تمت السيطرة عليها من قبل قادتها، مع رفضهم أي عملية بيع تتم بالوكالة في المنطقة وردهم جميع من يحاول شرائها من المدنيين غير الموالين لها.
وأفادت المصادر بأن قادة الميليشيات الإيرانية، وبعد رفض أصحاب هذه المنازل والأراضي الزراعية بيعها لهم بشكل مباشر، عمدوا على توظيف سماسرة محليين من أبناء هذه القرى ودفعهم للتواصل مع أصحاب المنازل المستولى عليها لإقناعهم ببيعها مقابل مبالغ مالية زهيدة، مع حصول هؤلاء السماسرة على حصة من عملية البيع تصل أحيانا إلى 5% بالمئة من ثمنها.
“دعاء”، من سكان مدينة البوكمال ومقيمة في مدينة ديرالزور، ذكرت أنها “تقيم الآن في منزل مستأجر داخل ديرالزور على الرغم من امتلاك عائلتها منزل كبير يتألف من ثلاثة طوابق وسط مدينة البوكمال، إلا أن الميليشيات الإيرانية استولت عليه وحولته إلى مقر عسكري خاص بها ومنعتهم من العودة إليه أو حتى بيعه لأحد غيرهم”، على حد قولها.
وقالت في حديث خاص لمنصة SY24، إن “الميليشيات الإيرانية استولت على منزل عائلتي وعلى محال تجارية وسط السوق المحلي بالإضافة إلى مئات الدوانم الزراعية في قرى الصالحية والسويعية التي نملكها، ورفضت إعادتها لنا بحجة أن أخي قد قتل أثناء قتاله في صفوف تنظيم داعش، وهو أمر غير صحيح كون أخي قد قتل تحت التعذيب في سجون النظام بعد اعتقاله في عام 2012″.
وأضافت أنه “تم طردنا من أمام منزلنا عدة مرات مع تهديدات مباشرة بالقتل أو الاعتقال في حال مطالبتنا بممتلكاتنا، مع قيامهم بإرسال عدة أشخاص من أبناء البوكمال على هيئة تجار بهدف شراء عقاراتنا كاملة مقابل مبالغ مالية زهيدة، وهو ما رفضناه بشكل قاطع وما زلنا نفضل بقاء المنزل على حاله على أمل أن نعود إليه في يوم ما”.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية والعراقية والمحلية استولت على مئات المنازل في المنطقة واستقدمت عشرات العائلات من إيران وأفغانستان وباكستان والعراق ولبنان وقامت بتوطينهم فيها، بالإضافة إلى قيامها بإجبار عدد من منتسبيها المحليين على العمل في الأراضي الزراعية التي استولت عليها دون مقابل يذكر، بهدف بيع المحاصيل الزراعية أو تهريبها إلى العراق ولبنان.
كما حولت الميليشيات الإيرانية بعض هذه الأراضي الزراعية الخصبة إلى مزارع لزراعة الحشيش والأفيون بشكل علني وعلى مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية السورية التي تتعاون معها، كما قامت بإنشاء عدة معامل صغيرة لإنتاج المخدرات وبيعها في السوق المحلية أو تهريبها إلى المناطق المجاورة وخاصة مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي نهر الفرات عبر المعابر النهرية غير الشرعية التي تديرها هذه الميليشيات.