شن طيران مسير مجهول الهوية غارات جوية استهدف من خلالها نقطةً عسكرية تابعة لإحدى الميليشيات المسلحة الموالية لطهران على الحدود السورية العراقية، ما تسبب بسقوط عدة إصابات في صفوف هذه الميليشيا، بالإضافة إلى رفع حالة الجاهزية لدى بقية الميليشيات وإخلائها معظم نقاطها العسكرية في المنطقة خوفاً من تجدد القصف.
الطيران مجهول الهوية، والذي يعتقد أنه إسرائيلي، استهدف بشكل مباشر نقطة تهريب تديرها ميليشيا الحشد الشيعي العراقية بالقرب من مدينة البوكمال الحدودية، والتي تستخدمها في إدخال الأسلحة والصواريخ محلية الصنع إلى سوريا، بالإضافة إلى استخدامها في عمليات تهريب المخدرات والمواشي وغيرها من البضائع.
مصادر محلية ذكرت أن الغارة تسببت بإغلاق المعبر بشكل تام مع انسحاب عناصر ميليشيا الحشد الشيعي باتجاه الأراضي العراقية، وإخلائها جميع الشاحنات التي كانت مستعدة للدخول إلى الأراضي السورية، وسط معلومات عن وقوع عدة إصابات بسبب الغارة تم إسعافهم إلى مشافي مدينة القائم العراقية.
وقالت المصادر ذاتها، إن هذا المعبر بقي مغلقاً لعدة أشهر بسبب رفض ميليشيا الحرس الثوري الإيراني أن يتم افتتاح أي معبر بري في المنطقة دون أن يكون تحت إشرافها، لكنها سمحت بإعادة افتتاحه مرة أخرى بعد توصلها إلى اتفاق مع قيادة ميليشيا الحشد على تقاسم عائدات المعبر معها، شريطة وضع مشرف تابع لها عند المعبر يتابع عمليات التهريب.
وجاءت هذه الضربة في ظل ارتفاع حدة التوتر العسكري في المنطقة بين قوات التحالف الدولي المتواجدة في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي الفرات وبين الميليشيات الإيرانية المتواجدة بمناطق النظام السوري، وخاصة بعد قيام الأخيرة بقصف قواعد التحالف بعدة صواريخ محلية الصنع تسببت بوقوع عدة إصابات في صفوف جنود التحالف، دفعها لقصف مواقع الميليشيات في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها موقعةً خسائر مادية وبشرية في صفوفها.
في حين تستمر عمليات تهريب الأسلحة والذخائر والصواريخ محلية الصنع لصالح الميليشيات الإيرانية عبر المعابر البرية غير الشرعية التي افتتحتها على الحدود السورية العراقية، بالإضافة إلى استخدام هذه المعابر في نقل البضائع الغذائية والسلع التجارية كالدخان والمواشي بين البلدين، دون حاجتها لدفع أي رسوم جمركية لدى جمارك النظام عند معبر البوكمال الرسمي.
بينما تعد هذه المعابر هي الطريق الرئيسي للمخدرات التي تنتجها معامل ميليشيا حزب الله اللبناني وميليشيا الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، والتي حولت نشاطها تجاه العراق بعد تشديد السلطات الأردنية من إجراءاتها الأمنية على الحدود لمنع عبور المخدرات وحبوب الكبتاغون إلى أراضيها ومنها إلى باقي دول المنطقة.