اختلطت دمائهم بحبر أقلامهم، في يوم يصعب نسيانه عند أهالي بلدة “حاس” بريف إدلب الجنوبي، نتيجة استهداف الطيران الحربي التابع للنظام، تجمعاً للمدارس في المنطقة، مخلفاً عشرات الضحايا والجرحى من الأطفال والطلاب والأهالي، وذلك في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول من عام 2016، والذي يصادف اليوم الذكرى السادسة للمجزرة، والتي عرفت باسم “مجزرة الأقلام”.
أكثر من عشرة صواريخ أسقطها الطيران الحربي (سيخوي 22) استهدفت ثلاث مدارس في البلدة، وذكرت مصادر محلية حينها أن الصواريخ مزودة بمظلات شديدة الانفجار، طالت منازل المدنيين أيضاً في الحي الشرقي، تزامناً مع فترة انصراف الطلاب من صفوفهم، ما أسفر عن وقوع مجزرة مروعة بين الطلاب والكوادر التدريسية والمدنيين.
تذكر السيدة “أم مصطفى” من بلدة “حاس”، هذه التفاصيل جيداً فهي مرتبطة بأشد الذكريات قساوة على قلبها، حيث فقدت اثنين من أطفالها، “مصطفى ومحمد” ، تسع وست سنوات، قضوا بمجزرة الأقلام، إضافة إلى عدد كبير من الأطفال.
تقول لنا، والدمعة تشاركها الحديث :”قتل النظام المجرم قطعة من روحي، أحرقني وأنا على قيد الحياة، ست سنوات مرت عليّ وفي كل عام تتكرر الحادثة أمامي كأنها المرة الأولى، لم يبقَ منهم سوى دفاترهم المصبغة بالدماء وحذاء أحدهم”.
ليست “أم مصطفى”، الوحيدة التي تلوعت على فقدان أطفالها، بل وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ضمن تقريرها الصادر عقب المجزرة، بعنوان “النظام يستهدف الأطفال في مدارسهم”، أنه قتل 38 مدنياً بينهم 18 طفلاً و6 نساء منهم 4 من الكادر التدريسي و14 من الطلاب، وكان القصف على مرحلتين لمدة ثلث ساعة، مستهدفاً المدارس، والطرقات العامة ومنازل الأهالي، وموقعاً المزيد من الضحايا.
يذكر أن النظام السوري وحليفه الروسي والميليشيات التابعة له، ارتكبوا عشرات المجازر بحق المدنيين العزل، مستهدفين المدارس، والكوادر التعليمية، والطلاب، في مختلف المناطق السورية، ما أسفر عن خروج عدد كبير منها عن الخدمة، وحرمان مئات آلاف الأطفال من التعليم.