اندلعت اشتباكات مسلحة في بلدة “الطيانة” بريف ديرالزور الشرقي إثر خلاف بين أبناء قبيلة واحدة وتطور مشاجرة عادية بالأيدي إلى اقتتال مسلح، استخدم فيها الطرفان أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، ما تسبب بمقتل الشاب “علي المنادي” وإصابة آخرين بجروح وسط حالة من التوتر تسود البلدة، مع مناشدات أهلية بضرورة تدخل وجهاء العشيرة لحل الخلاف وإيقاف النزاع.
النزاع في بلدة الطيانة تزامن مع قيام الشاب “عايد الصباح” بقتل الشاب “فرج العبود” في منطقة المعامل بريف ديرالزور الشمالي، وذلك على خلفية قضية ثأر حصلت قبل شهرين في بلدة “الكسرة” بالريف الغربي والتي ذهب ضحيتها أخو القاتل على يد الضحية، ما تسبب بخلق حالة من التوتر داخل بلدة “الكسرة” دفعت أقارب الطرفين إلى حمل السلاح والانتشار في أحياء البلدة تحسباً لاندلاع اشتباكات.
في الوقت الذي ما تزال فيه بلدة “غرانيج” تعيش حالة من الاستنفار بعد مقتل كلاً من “أسمر العبيد وحسن الجادر” وهما في العقد السادس من العمر، وذلك بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين أبناء العشيرة الواحدة على خلفية قضية ثأر قديمة بين الطرفين، مع قيام مفرزة أمنية تابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” بنشر عناصرها في سوق البلدة ومحاولة فض الاشتباكات قبل أن تتطور.
ظاهرة الاقتتال العشائري عادت بشكل ملحوظ إلى قرى وبلدات ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” خلال الأشهر الماضية، وذلك على خلفية انتشار السلاح بشكل كبير بين أبناء المنطقة وبالذات لدى الشباب، ورفضهم الاحتكام لقرارات شيوخ ووجهاء العشائر، التي طالبت بحل أي مشكلة عشائرية بشكل سلمي دون الحاجة لاستخدام السلاح.
مصادر محلية حمَّلت “قسد” مسؤولية عودة الاقتتال العشائري وطالبتها بالضرب بيد من حديد بكل من يحاول خلق النعرات القبلية في المنطقة، وبالذات بين العشائر التي تمتلك تاريخ في النزاعات وخاصة قبيلتي البكارة والعكيدات، واللتين تشكلان ما نسبته 80% من أبناء ريف ديرالزور، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث حرب أهلية في المنطقة.
“ماهر أحمد”، من أهالي مدينة البصيرة وأحد أبناء قبيلة العقيدات، أكد لمنصة SY24 أن:” أي مشكلة عادية في المنطقة مثل سقاية الأراضي وحدودها، ومشاكل تتعلق بالبيع والشراء في السوق وغيرها من المشاكل البسيطة، بدأت تتطور بشكل ملحوظ لتصبح اقتتال عشائري بحت، والتي أصبح فيها السلاح والرصاص هو الطريقة لحلها وليس العقل والنقاش”، على حد وصفه.
بينما قال الشاب “عقبة الحميد”، المنحدر من بلدة الصعوة بريف ديرالزور الغربي وأحد أبناء عشيرة البقارة، إن “المنطقة تعيش الآن على صفيح ساخن وفي لحظة يمكن أن تندلع اشتباكات عشائرية حقيقية تودي بحياة العشرات على غرار ما يحدث في قبائل السودان وإفريقيا بشكل عام، في ظل انتشار السلاح بأيدي شباب صغيرة في السن وأيضا مع انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والمشروبات الروحية التي تخلق المشاكل بحد ذاتها دون الحاجة لأي شرارة لذلك”.
ودعا الشابان وجهاء وشيوخ العشائر في ريف ديرالزور عامة إلى تشكيل “مجلس موحد” يضم ممثلين عن مختلف قبائل المنطقة، مع تشكيل قوة مسلحة تختص بفض النزاعات القبلية بين أبناء القبيلة الواحدة أو بين أبناء القبائل المختلفة تفادياً لسقوط المزيد من الضحايا، في ظل عدم تدخل “قوات سوريا الديمقراطية” في فض هذه النزاعات خوفاً من وقوعها ضحيةً لها.
وكانت المنطقة قد شهدت خلال السنوات الماضية حوادث كثيرة متعلقة بالنزاعات القبلية راح ضحيتها العشرات من المدنيين، كان أشرسها القتال الحاصل بين قبيلتي العكيدات والدليم في ريف دير الزور الشرقي، والذي ذهب ضحيته أكثر من 10 أشخاص في غضون يومين مع تهجير العشرات من أبناء الدليم إلى خارج المنطقة بعد تعرض منازلهم للحرق على يد مجموعة من شباب العقيدات، على الرغم من قيام وجهاء وممثلين عن الأخيرة بتقديم الاعتذار لهم بسبب ما وصفوها بـ” التصرفات الصبيانية لأبنائهم”.