لا عودة قريبة تلوح في الأفق لأهالي وسكان حي القابون في دمشق، إذ تحطمت أحلامهم بالعودة تماماً كما تحطمت منازلهم وأصبحت ركام، بفعل قوات النظام التي تسيطر على الحي منذ 2017 وحتى اليوم.
تهجرت آلاف العائلات من الحي باتجاه الشمال السوري، ونزح قسم آخر إلى المناطق المجاورة وسكن في الضواحي والأرياف، وإلى اليوم يعيش أغلب أهالي الحي تحت وطأة الإيجارات والتنقل المستمر.
منصة SY24 التقت سيدة من سكان حي القابون، تحفظت على ذكر اسمها لأسباب أمنية، تسكن في الإيجار داخل حي برزة المجاور له، أكدت لنا أنها قبل أيام قررت العودة إلى منزلها في القابون، وإعادة ترميمه والتخلص من مصاريف الأجرة الشهرية، إلا أنها قوبلت بالرفض والطرد من قبل عناصر الفرقة الرابعة المتمركزة داخل الحي.
إذ ماتزال قوات النظام، وأجهزته المخابراتية، تمنع دخول العائلات إلا بموجب موافقات أمنية، وغالباً ماتقابل بالرفض، مع منعهم من الدخول بسياراتهم الشخصية، أو إحضار أثاثهم والإقامة داخل الحي، والسكن بشكل دائم.
حيث حولت قوات النظام الحي إلى منطقة عسكرية، وأكملت هدم وتجريف ماتبقى من المنازل التي نجت من القصف بالطائرات، بذريعة وجود ألغام ومخلفات حرب، ومفخخات غير متفجرة، وحرمت الأهالي من العودة إليها بحجة أنها غير قابلة للسكن.
وأكدت السيدة في حديثها إلينا، أن “عدد قليل استطاع العودة للحي، أما الغالبية فخسروا ممتلكاتهم بعد إخضاع المنطقة لمخطط تنظيمي جديد، ما يعني خسارة الأهالي عقاراتهم بشكل قانوني وإلى الأبد، وقد خسر عدد من أقاربها منازلهم بحجة أنها من ضمن التخطيط”.
كما فرضت الأجهزة الأمنية، على الأهالي الحصول على موافقات أمنية، ووجود أوراق إثبات ملكية ووجود صاحب العقار وخلال مدة زمنية قصيرة، للسماح لهم بالعودة، غير أن الموافقات الأمنية كانت تقابل بالرفض.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر مطلعة أن حي القابون تعرض لعمليات هدم وإزالة للمباني بشكل كامل عملية ، أشرفت عليها جهات العسكرية وأمنية وإدارية لدى النظام، نتج عنه إعداد مخطط تنظيمي جديد للحي، لإكمال السيطرة عليه بشكل قانوني منظم.