أعلنت حكومتي ألمانيا وهولندا عن استعادة العشرات من الأجانب المتواجدين في مخيمات سوريا التي تديرها “الإدارة الذاتية”، وذلك ضمن الخطة التي أعلنت عنها الأخيرة بهدف إفراغ هذه المخيمات من نساء وعناصر تنظيم داعش الأجانب وإعادتهم إلى بلدانهم، وتخفيف الضغط على هذه المخيمات التي تضم أكثر من 12 ألف من الرعايا الأجانب.
“الإدارة الذاتية” قالت إنها استقبلت في مدينة القامشلي شمال الحسكة وفد رفيع المستوى يضم المبعوث الهولندي الخاص بسوريا “إيميل دا بونت”، والممثلة عن الحكومة الألمانية “مانجا كليز”، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من القسم القنصلي الألماني الخارجي وبحضور وسائل إعلام محلية وأجنبية.
وذكرت الحكومة الهولندية، أنها تسعى إلى إعادة جميع مواطنيها المتواجدين داخل مخيمات شمال شرق سوريا ومحاكمة من ارتكب جرائم أثناء تواجدها مع تنظيم داعش، مؤكدة استعدادها لتقديم المساعدة للأطفال وإعادة دمجهم في المجتمع الهولندي في أسرع وقت، مع تأكيدها على “تقديم الدعم الكامل لهذه المخيمات وامدادها بالمستلزمات الطبية الضرورية لمواجهة الصعوبات التي تواجه المقيمين فيها”.
من جهتها أكدت ممثلة الحكومة الألمانية “مانجا كليز” أنه تم استعادة 108 من نساء وأطفال عناصر تنظيم داعش المتواجدين في مخيمي روج والهول شمال شرق سوريا، مع تشديدها على “التزامها بالاستمرار في تقديم المساعدة لمكافحة تواجد تنظيم داعش ضمن قوات التحالف الدولي، وإرسال مساعدات عاجلة إلى المنطقة وتحويلها إلى منطقة آمنة صالحة للعيش”، على حد وصفها.
وأفادت مصادر في “الإدارة الذاتية”، أنه تم تسليم 11 إمراة و 33 طفل من عائلات عناصر تنظيم داعش إلى وفد الحكومة الهولندية، فيما تم تسليم إمرأة واحدة وأربعة أطفال الى الوفد الألماني، مع تأكيدهم على ضرورة إفراغ هذه المخيمات واستعادة كافة الدول الأوربية رعاياها منها.
وفي السياق ذاته، أكدت إدارة مخيم الهول للنازحين أنها تسعى بالتعاون مع شيوخ ووجهاء عشائر المنطقة إلى إفراغ المخيم من النازحين المحليين وخاصة أبناء محافظات ديرالزور والرقة والحسكة، بهدف تخفيف الضغط عليهم وخاصة مع تزايد حدة العمليات المسلحة التي تنفذها خلايا تنظيم داعش المتواجدة في المخيم، والتي تستهدف خلايا عناصر الأمن الداخلي “الأسايش” وأيضاً النازحين المخالفين لأوامره والمتعاونين مع إدارة المخيم.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تخشى فيه “الإدارة الذاتية” من تكرار سيناريو سجن الصناعة وتنفيذ هجمات أكبر تستهدف أماكن احتجاز عناصر تنظيم داعش في السجون المنتشرة في المنطقة، وأيضاً تخوفها من هجمات انتحارية تستهدف المخيمات التي تديرها في شمال شرق سوريا، والتي تضم المئات من نساء وعناصر التنظيم بهدف إطلاق سراحهم وضمهم إلى جانبهم وإعادة تجنيد أطفاله في صفوفهم لزجهم في معاركه بالمنطقة.