تطورات متسارعة تشهدها محافظة درعا في الأيام الأخيرة، إثر ملاحقة فلول خلايا تنظيم داعش من قبل مجموعات محلية من أبناء المنطقة، أحدثت تغييرات ملحوظة في ملف المنطقة، حسب ما تناولته منصة SY24 في تقاريرها اليومية عن المحافظة.
وفي آخر المستجدات التي نقلها المراسل اليوم الجمعة، أكد وصول مجموعات عسكرية من الفرقة 9 والفرقة 15 إلى محيط مدينة درعا قادمة من اتجاه منطقة “غرز”، المطلة على حي طريق السد، إضافة إلى تعزيزات أخرى وصلت المنطقة الصناعية المطلة على مخيمات درعا.
وأشار المراسل، أن من بين التعزيزات عدد من الدبابات وراجمات الصواريخ وعشرات العناصر، فيما تحدثت مصادر مطلعة، أن هذه القوات جاءت لتشكيل طوق أمني حول المدينة، لمنع دخول أي مسلحين من الأحياء التي يتواجد بها خلايا التنظيم إلى مركز المدينة وأنها لن تشارك في العملية العسكرية.
كما أنها لن تقدم أي دعم ناري إلا بعد موافقة قائد الفيلق الأول، رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في الجنوب وأن الآليات الثقيلة الموجودة هي فقط للرد على أي مصدر ناري قد يستهدف مركز المدينة.
وفي سياق متصل، اجتمع وجهاء من مدينتي مدينة درعا، حوران، مع قادة الفصائل المحلية في المسجد العمري بدرعا البلد، لمحاولة إيجاد حل للاشتباكات الدائرة منذ أربعة أيام، وبحث إنهاء معاناة المدنيين، غير أن الاجتماع انتهى دون التوصل لأي اتفاق، مع استمرار العمل إلى حين تسليم خلايا داعش وقياداتها أنفسهم وأسلحتهم.
يقول الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” في حديث سابق لمنصة SY24، إن “هدف النظام السوري هو إفساد أبناء درعا ليسهل إعادة إطباق القبضة الأمنية مجدداً بعيداً عن الاتفاقيات التي أبرمها وجهاء ولجان درعا المركزية مع القوات الروسية، لذلك أرى بأن المشهد يتجه صوب التصعيد خاصة وأن حملات النظام الحالية أسقطت قتلى وأهالي درعا لن يقفوا مكتوفي الأيدي مطلقا بل سيكون لهم رد وكبير، ونتيجة للرد ستحصل ردود أفعال دراماتيكية بين النظام وأهالي درعا وتعود درعا إلى المربع الأول في بداية الثورة السورية”.
وكانت الفصائل المحلية يوم أمس، قد أطلقت بياناً طالبت فيه الأهالي بإخلاء المنطقة التي تتحصن بها عصابات داعش بقيادة المدعو “يوسف النابلسي”، واعتبار منطقة طريق السد منطقة عسكرية بالكامل.
وأظهرت صور خاصة حصلت عليهم عدسة SY24، خروج عشرات العائلات من أحياء طريق السد والمخيم، مع وقف إطلاق النار المعلن من قبل الفصائل المحلية، وهذا ما أدى إلى إيقاف العملية العسكرية في حي طريق السد والمخيم إلى صباح الغد، لاستكمال خروج العائلات والمدنيين من المنطقة.
وقال الصحفي ابن محافظة درعا “مؤيد أبازيد” لمنصة SY24 إنه بالنسبة لـ “الخلية التي يجري اجتثاثها حاليا في حي طريق السد بدرعا البلد، فقد جاء هذا العمل بعدما باتت مكشوفة للأهالي، سواء من حيث الاغتيالات التي طالت عناصر سابقين في الجيش الحر الذين لم ينظموا لميليشيات النظام، أو من خلال أفعالهم سواء السرقة أو قطع الطرق وحتى فرض إتاوات”.
وأفاد مراسلنا أن الفصائل المحلية قامت بعملية تمشيط لعدد من المنازل التي خرج منها المدنيين، وتبين وجود العديد من العبوات الناسفة المعدة للتفجير عن بعد، و أخرى عن طريق أسلاك كهربائية في داخل المنازل، ومنها ما هو مزروع على الطرق التي تؤدي إليها، ويوجد عبوات أخرى في محيط المنازل التي مازال العائلات بداخلها، والتي باتت تخشى الخروج خوفاً من تفجيرها من خلايا داعش،وقد رصدت عدسة مراسلنا عدداً كبيراً من العبوات الناسفة والتي زرعت بهدف إيقاف تقدم الفصائل المحلية في أحياء درعا البلد.
وعلى الجانب الآخر، شهد يوم أمس الخميس، إصابة خمسة أطفال بجروح متفاوتة، بحي الأربعين في درعا البلد، إثر انفجار جسم غريب من مخلفات الحرب، وتم نقلهم الى المشفى الوطني لتلقي العلاج.
يذكّر أن منصة SY24 كشفت عام 2019 في تقرير لها، عن إطلاق سراح العشرات من عناصر وقادة “جيش خالد” الموالي لتنظيم داعش من سجون النظام السوري، عقب اعتقالهم في منطقة “حوض اليرموك” بدرعا عام 2018، ومؤخراً، حذّرت مصادر مهتمة بتوثيق انتهاكات النظام السوري وأجهزته الأمنية، من مساعي النظام لزرع “الفتن والدسائس” في محافظة درعا جنوبي سوريا.