أزمة أدوية مصطنعة في ديرالزور.. ما الهدف منها؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

يعاني سكان مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية الموالية له، من ارتفاع كبير في أسعار الأدوية مع فقدان معظمها من السوق المحلي، ما تسبب بأزمة كبير خاصةً بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى استخدام بعض الأصناف بشكل مستمر، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها أبناء المنطقة.

 

أزمة الأدوية وغلاء ثمنها في ديرالزور جاءت نتيجة فرض الحواجز العسكرية التابعة لميليشيا الفرقة الرابعة في قوات النظام إتاوات مالية على شاحنات الأدوية القادمة من مدينتي دمشق وحلب، بالإضافة إلى قيام أصحاب المستودعات المحلية باحتكار بعض الأنواع وتقنين عملية طرحها في الأسواق المحلية مع ازدياد الطلب عليها، ما دفع الأهالي إلى شرائها بأي ثمن كانت وبالذات أدوية القلب والضغط والسكر.

 

حيث دفع فقدان بعض الأصناف من السوق المحلية الأهالي إلى استبدالها بأصناف مشابهة ولكن إيرانية المنشأ بدأت تنتشر بصورة كبير في الصيدليات المحلية، مع قيام نقابة الصيادلة بديرالزور ووزارة الصحة في حكومة النظام باعتماد هذه الأدوية وتقديم شهادات طبية رسمية حول صلاحيتها للاستخدام البشري.

 

مصادر محلية تحدثت عن قيام أصحاب المستودعات الطبية الموالين لطهران باحتكار بعض أصناف الأدوية المحلية لإجبار الأهالي على شراء الأصناف المشابهة المصنعة في إيران أو في المصانع التي بنتها مؤخراً في سوريا والعراق، والتي تتميز بتوفرها بشكل شبه دائم مع انخفاض سعرها مقارنةً بالأدوية المحلية، نتيجة عدم قيام حواجز النظام بفرض إتاوات مالية عليها كونها تأتي برفقة شحنات الأسلحة والمخدرات التابعة للميليشيات الايرانية.

 

وأكدت المصادر تورط نقابة الصيادلة في مدينة ديرالزور بتجارة الأدوية إيرانية المنشأ، وذلك عن طريق عقدها تفاهمات مع عدد من صيدليات المدينة بعدم التدخل في أسعار الأدوية المحلية التي تبيعها مقابل قيامها بتصريف كمية محددة من الأدوية الإيرانية على مدار الأسبوع، ما خلق تفاوتاً كبيراً في أسعار الأدوية بديرالزور بدأت آثاره تظهر على الأهالي.

 

“ماهر العبدالله”، موظف في مؤسسة المياه بمدينة ديرالزور، ذكر أن “الاهالي يعانون من صعوبة بالغة في تأمين الأدوية لمرضاهم، خاصةً من يعانون أمراضاً مزمنة ويحتاجون لاستخدام بعض الأصناف بشكل مستمر، وذلك بسبب فقدان معظمها من السوق المحلية وغلاء ثمنها وتحكم أصحاب الصيدليات والمستودعات الطبية بأسعارها”، على حد وصفه.

 

وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: “تعاني والدتي من أمراض السكر والضغط والقلب وتحتاج لاستخدام بعض الأصناف بشكل دوري، إلا أننا أحياناً لا نستطيع شراء سوى علبة أو اثنين في أحسن تقدير، نتيجة رفض الصيادلة بيعنا أي علبة إضافية مع محاولتهم إقناعنا باستخدام أصناف إيرانية يدعون أنها مشابهة للسورية أو الأجنبية في الجودة والتأثير”.

 

وأضاف أن “أصحاب بعض الصيدليات باتوا يتعاملون بهذه الأصناف بشكل واضح وعلني ويحاولون الترويج لها على أنها أفضل من المحلية وحتى من الأجنبية، بهدف تحقيق ربح أكبر كونهم يحصلون على عمولة من بيع هذه الأصناف، ناهيك عن عمالته لإيران وخدمتهم لمشروعها في السيطرة على المنطقة ليس فقد عقائدياً بل اقتصادياً وطبياً أيضاً”.

 

فيما حذر عدد كبير من الأطباء المحليين من استخدام الأدوية إيرانية المنشأ أو المصنعة داخل المعامل الإيرانية الموجودة في سوريا والتي بدأت تفتح أبوابها بعد عام 2018، وذلك بسبب غياب فعالية هذه الأدوية على المدى الطويل مقارنةً بنفس الأصناف من الأدوية المحلية أو الأجنبية، بالإضافة إلى عدم خضوعها لاختبارات الجودة العالمية نتيجة الفساد الكبير الذي اصاب قطاع الصحة في حكومة النظام السوري.

 

وتحاول حكومة طهران، عبر أذرعها العسكرية والاقتصادية والثقافية المحلية، السيطرة على مدينة ديرالزور بشكل تام مستغلةً الأوضاع المعيشية السيئة التي يعاني منها الأهالي، وأيضاً تبعية النظام ومؤسساته لها وغياب أي نوع من أنواع الرقابة على المنتجات الطبية والسلع والبضائع التجارية والغذائية الإيرانية والتي أدخلتها الى السوق المحلية مؤخراً لمنافسة الأصناف المحلية وإجبار الأهالي على شرائها.

مقالات ذات صلة