في خطوة لكسر الصورة النمطية لعمل المرأة في مدينة إدلب، دخلت الشابة “دعاء محمد” 25 عام، سوق العمل في صيانة الجوالات، ومجال التسويق الإلكتروني، وتمكنت بعد خضوعها مع عدة نسوة لـ تدريبات عملية ونظرية مكثفة من الحصول على فرصة عمل مع كادر من النساء في مجال صيانة الهواتف الذكية.
تُحدثنا الشابة “دعاء” عن تجربتها في العمل من خلال لقائها معنا، تقول: إن “افتتاح مركز flower tech النسائي الخاص بصيانة الجوالات، والتسويق الالكتروني وإدارة الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تم بهدف إيجاد فرص عمل جديدة للنساء، وأيضاً الحفاظ على خصوصية هواتفهن، إذ أن المرأة تجد الراحة النفسية في التعامل مع كادر نسائي أكثر من التعامل مع الرجل، فيما يخص بياناتها المحفوظة على الهاتف أثناء الصيانة”.
ولم تسلم فكرة اقتحام النساء لمهنة صيانة الجوالات، من انتقادات كثيرة من قبل البعض، وشكلت هذه العقبات تحديات لاستمرار العمل، بسبب تشجيع عدد آخر منهم العمل، ولاسيما شريحة النساء والفتيات، فكان أول مركز نسائي يعمل بهذا المجال بالشمال السوري.
عامان على انطلاق المركز، أثبت فيه الكادر النسائي نجاحه بشكل مميز، حسب رأي من التقيناهن من النساء اللواتي زرن المركز لهدف ما، تقول “دعاء” استطعنا كسب ثقة الناس بفترة قصيرة، وتحولت أكثر الآراء السلبية إلى إيجابية بعد التجربة، والدليل اتجاه عدد من المراكز والمنظمات إلى فتح تدريبات بنفس المجال في الفترة الحالية، وكان لنا أفضلية السبق في هذا المجال”.
للحديث أكثر عن خدمات المركز، التقت مراسلة SY24 السيدة “عبيدة” مديرة مركز الصيانة، التي أخبرتنا أن الفكرة كانت حصيلة جلسات حوار مركزة، أجرتها منظمة “بارقة أمل” التي تعنى بتمكين النساء اقتصادياً وفكرياً وثقافياً، وتبين من خلال الحوار المباشر مع عدد منهن، وجود ضعف في استخدام تطبيقات الموبايل، ما يسمح بإمكانية اختراق هواتفهن المحمولة بسهولة، ولمسنا لديهن الرغبة في التعلم والخروج من دائرة المهن النمطية”.
وأضافت “من هنا ولدت فكرة المشروع وبدأنا بتنفيذه وخضعت عدة شابات لتدريبات نظرية، تلاها تدريبات عملية مكثفة لعدة أشهر، وبعدها تم افتتاح المركز وبدأ يقدم خدماته للنساء، وكان الهدف منه في الدرجة الأولى الحفاظ على خصوصية النساء وبياناتهم من أي اختراق، إضافة إلى أريحية التعامل مع امرأة في هذا المجال وتحقيق الاطمئنان لهن، وكذلك إيجاد فرص عمل للنساء”.
أرادت “سمر أحمد ” عشرينية من مدينة إدلب، إجراء صيانة شاملة لجوالها، بعد تعرضه لكسر في الشاشة، مع الحفاظ على بياناتها الشخصية، دون خوف من فقدانها أو اختراقها حسب ما أخبرتنا ، تقول في حديثها إلينا عن تجربتها في المركز” سمعت عن مركز نسائي خاص بصيانة الجوالات، شعرت براحة نفسية في بقاء هاتفي بين يديهم، تمت إصلاح العطل وتغيير الشاشة مع كفالة وإتقان في العمل، ونصحت جميع صديقاتي ومعارفي في زيارة المركز”.
التصميم والإرادة وحب العمل، كان حافز السيدات العاملات في المركز، واللواتي يزيد عددهن عن 13 امرأة عاملة فيه، متوزعات بين مجال الصيانة ومجال التسويق الإلكتروني، إضافة إلى فتح تدريبات جديدة في نفس المجال لفسح فرص أخرى أمام باقي السيدات الراغبات في خوض العمل.