وسط العاصمة دمشق، تستمر انتهاكات حواجز النظام والأفرع الأمنية اتجاه المدنيين، بفرض إتاوات ومبالغ مالية على أصحاب السيارات والشاحنات الكبيرة والصهاريج، حسب ما أفاد به مراسلنا هناك.
وفي آخر المستجدات التي نقلها المراسل، قال: إن “فرع الأمن العسكري قام خلال اليومين الماضيين، بفرض إتاوات مالية كبيرة على السيارات والشاحنات عند طريق المتحلق الجنوبي في دمشق، حيث قامت الدوريات بنصب حواجز مؤقتة في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر، قرب منطقة الدويلعة، وجرمانا”. .
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أن “عناصر الفرع فرضوا على كل سيارة كبيرة ضريبة تصل من 50 إلى 200 ألف ليرة سورية، حسب كمية الحمولة ونوع المواد البضاعة، مقابل السماح لها بالمرور”.
إذ تقوم الدوريات بإيقاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، أو مواد بناء، أو شاحنات الخضار الكبيرة، وكذلك إيقاف عدد من الصهاريج المحملة بالبنزين، أو المازوت، وطلبت دفع الإتاوة منهم.
وأشار المراسل أن الأمر تكرر عدة مرات خلال اليومين الماضيين، ما أثر على حركة التجارة، وأوقف عدد من التجار نقل بضائعهم في هذه الفترة، بسبب ما تعرضوا له من مضايقات أمنية، ودفع مبالغ مالية كبيرة، في حين اضطر عدد من أصحاب الشاحنات إلى دفع الإتاوات للحواجز العسكرية التابعة للمخابرات، المنتشرة عند الطرق الرئيسية.
لم تتوقف انتهاكات أجهزة النظام المخابراتية عند هذا الحد، بل حسب ما رصدته منصة SY24 في الفترة الأخيرة شددت المخابرات على مراقبة الهواتف المحمولة للمدنيين من خلال استخدام أجهزة تنصت جديدة، مهمتها التجسس على المكالمات التي تتم بين مناطق سيطرتها، ومناطق الشمال السوري.
ونوه مراسلنا، أنه شوهد وجود “راشدتين” في عدد من أحياء العاصمة دمشق، مثل حي برزة والقابون، والطبالة، و”الراشدة” عبارة عن جهاز محمّل على سيارة (بيك آب) تضم صحن لاقط، وعمود بطول مترين، مثبت على السيارة، وبنهايته ضوء أحمر يعمل ويتوقف بشكل متسارع، لرصد المكالمات بين الأهالي.
حيث تجولت “الراشديتن” داخل الأحياء، برفقة خبير تجسس واتصالات، أجنبي الجنسية مع عدد من عناصر الأمن السياسي، ما أثار خوف و ذعر الأهالي القاطنين في تلك الأحياء المذكورة، و تخوفوا من أداء الراشدة، خاصة للأهالي الذين يتواصلون مع ذويهم في مناطق الشمال السوري.
وأكد مراسلنا أن “الراشدة ظهرت للمرة الاولى خلال هذا الشهر بعد استقدامها من إيران، كأحد أدوات الدعم المقدمة من الميليشيات الإيرانية للنظام، أسفرت عن اعتقال أكثر من 10 أشخاص، بتهمة تواصلهم مع مناطق الشمال، وذلك عبر فلترة المكالمات الهاتفية الصادرة والواردة التي تتم عبر شبكات الخطوط السورية إما سيريتل أو MTN”.
وأشار إلى آلية عمل الراشدة، من خلال رصد كلمات معينة، يتم ضبطها عليها، ثم تحديد مكان الهاتف عبر البرج الذي تأخذ الإشارة منه، وبعدها يتم تحديد اسم الخط ومالكه، وبالفعل تم اعتقال عدد من الأشخاص، وتحويلهم بشكل مباشر إلى قسم التحقيق والمعلومات حول الاتصالات، وملفات المطلوبين في فرع 251 بدمشق، المعروف باسم فرع “الخطيب”.
يذكر أن هذه الممارسات الأمنية تجاه المدنيين زادت كثيراً في الفترة الأخيرة، ووصلت إلى تسجيل عدة حالات اعتقال تعسفية، في ذات الأحياء، في خطوة جديدة لتشديد الخناق على الأهالي، وإرهابهم، وبث الرعب في قلوبهم حتى داخل منازلهم وأثناء تواصلهم مع ذويهم في مختلف المناطق.