أكد الدكتور “مأمون سيد عيسى” أن هناك الكثير من المشاكل التي توصف بـ “الخطيرة”، والتي تؤثر بدورها على تغير المناخ في سوريا عموما وفي الشمال السوري بشكل خاص.
كلام “سيد عيسى” جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، بالتزامن مع “قمة المناخ” التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية.
وسلّط الدكتور “سيد عيسى” الضوء على المخاطر البيئية وعلى المناخ بسبب عوامل عدة، وعلى رأسها المولدات والحراقات المنتشرة بين المنازل والمخيمات، إضافة إلى لجوء النازحين إلى حرق المواد البلاستيكية والتي تؤدي لانبعاث مواد سامة في الأجواء المحيطة بالمنطقة.
وقال “سيد عيسى” موضحاً “من خلال زيارتنا للمخيمات في شمال وشمال غرب سوريا، لاحظنا في الشتاء ظاهرة حرق المواد البلاستيكية حيث يتم جمعها أو شراؤها، ويتم أيضاً حرق حفاضات الأطفال المصنوعة من النايلون للحصول على القليل من الدفء، بسبب غلاء ﺃسعاﺭ ﺍلوقوﺩ وﻋدﻡ قدرتهم ﻋلى تحمل ﺃﻋباﺀ تكاليفه، إضافة إلى غلاء ﺃسعاﺭ الحطب للتدفئة “.
وحذّر من أن “حرق البلاستيك يؤدي إلى نشرة مادة (الديوكسينات)، وهي من المواد الشديدة السميّة وبإمكانها إحداث مشاكل إنجابية ونمائية وإلحاق أضرار بالجهاز المناعي وعرقلة الهرمونات والتسبّب في الإصابة بالسرطان”.
ولفت إلى أن من أبرز المشاكل البيئية والتي تؤثر بدورها على المناخ شمالي سوريا، هي مشكلة الحراقات والمولدات الموجودة بين المنازل التي تعمل على مادة المازوت.
وأوضح أن “الخطورة في هذه الحراقات والمولدات تكمن في أنها تنشر غاز ثاني أكسيد النيتروجين، حيث يبين تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن ذلك الغاز يعتبر غازا ساما وذو آثار صحية خطيرة ويؤدي إلى تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي، وقد يؤدي تعرض الحامل لمستويات عالية من أكاسيد النيتروجين إلى حدوث طفرات في الجنين، وتلف الجنين النامي مما يؤدي الى موت الجنين أو التسبب بالإعاقة للمولود”.
وزاد بالقول إن “الدراسات الصحية التي أجريت على المصابين بالربو أشارت إلى حدوث تغيرات في وظيفة الرئتين وأعراض تنفسية لدى بعض هؤلاء المصابين، بعد تعرضهم لثاني أكسيد الكبريت
وتحدث “سيد عيسى” عن تلوث المزروعات بسموم الذخائر المنفجرة على مر أعوام الصراع، وتغلغل هذه السموم في التربة، حسب تعبيره.
الجدير ذكره، أنه وخلال “قمة المناخ” التي يحضرها عدد من قادة دول العالم وممثلين عن الحكومات في دول أخرى، من جهته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن الفوضى المناخية هي السبب الرئيس في الصراعات العالمية، منبهاً إلى أن الإنسانية تخوض معركة بقاء في مواجهة التغير المناخي، حسب وصفه.
كما حث المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة فيليبو جراندي، قادة العالم على كبح العواقب الإنسانية الأكثر تدميرًا لأزمة المناخ وتجنب مستقبل كارثي لملايين النازحين، داعيًا إلى تجهيز البلدان والمجتمعات على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ للاستعداد للطقس القاسي والتكيف وتقليل تأثير حالة الطوارئ المناخية.
ولفت إلى أن الاشخاص الأقل مسؤولية عن أزمة المناخ يتعرضون لصدمات أصعب، موضحًا أن أكثر من 70% من اللاجئين والنازحين في العالم يأتون من أكثر البلدان عرضة للتأثر بالمناخ بما في ذلك أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا واليمن، الذين قال إنهم لديهم مصلحة كبيرة في المناقشات حول أزمة المناخ لكنهم غالبا ما يهمشون فيها.