تهديدات واضحة ومباشرة طالت إعلاميين وناشطين من أبناء محافظة درعا، وصلت إلى حد التصريح بالقتل والاغتيال، استطاعت منصة SY24 الحصول على تصريحات خاصة من الإعلامي “لورانس أكراد” المعروف باسم (أبو لالا) وهو المسؤول الإعلامي الأول في درعا، وعمل مراسل مع عدة جهات إعلامية محلية.
وفي حديثه مع منصة SY24، قال: “وصلتني تهديدات بقتلي من تنظيم داعش، فغادرت المنزل أنا وعائلتي بثيابنا فقط، دون حتى أن نأخذ أوراقنا الثبوتية، ثم علمت بأن الدواعش قاموا بتفخيخ المنزل، دراجتي النارية، بعد هجومهم عليه عقب مغادرتنا مباشرة”.
تزامن ذلك مع استمرار الاشتباكات الحاصلة في منطقة حي طريق السد، ومنطقة الحمادين، بين الفصائل المحلية، وفلول تنظيم داعش، وكان منزل”الأكراد” أقرب هدف لهم، لذا اضطر إلى إخلاء المنزل بأسرع وقت ممكن.
وكشف “أكراد” أن هناك حملة إعلامية منظمة وممولة لاستهداف الناشطين الإعلاميين، وتحظى هذه الحملات بدعم وتمويل كبير، حيث تقوم بشن هجوم شرس على الناشطين، وتتواصل بأسماء وهمية وعن طريق حسابات وهمية أيضاً، كما أنها تتعامل مع “سيرفرات” من أجل هجومهم على الإعلاميين.
لم يكتفِ تنظيم داعش بقتل واغتيال المدنيين من أبناء درعا، بل كثف أدواته الإعلامية لشن حملة تهديد وانتقام من بعض الإعلاميين الذين يقفون لهم بالمرصاد ويفضحون مخططاتهم في المنطقة.
وقال “لورانس أكراد”، إن مجموعة خلايا التنظيم محضرة إعلامياً بشكل قوي، وتعمل بأسماء مستعارة، دون القدرة على التعرف على الشخصيات الحقيقية التي تقف وراء الحسابات الوهمية، في حين عرف منهم، المدعو “حسين عثمان” المعروف باسم “أبو محمد الجناني”، الذي ينحدر من بيت جن، وهو صاحب “مكتب الإعلامي الموحد لثوار الجنوب” أي أنه إعلامي الدواعش في الجنوب، حسب قوله.
وعن التهديدات التي تلقاها عدد من الناشطين الإعلاميين، كشف “إبراهيم الحوراني” مراسل SY24 في درعا، أنه تلقى تهديداً مباشراً بالقتل واللحاق بالصحفي “عاطف الساعدي” الذي قضى منذ أيام على يد خلية تابعة للتنظيم.
وتابع الحوراني أن الشخص الذي هدده يدعى “عيسى عباس رجب” وهو مدير “إذاعة حوران مهد الثورة” التي تدير جزء كبير من الدعاية الإعلامية للمجموعات والخلايا التابعة لتنظيم داعش، وأن السبب وراء تهديده هو نشره مواد إعلامية توثق جرائم وارتباطات الخلايا المتواجدة في درعا بتنظيم داعش الإرهابي، في حين أنهم يروجون لأنفسهم على أنهم ثوار رافضين المصالحة.
وحصلت SY24 على تسجيلات حصرية تظهر التهديدات بالقتل التي طالت الناشطين، في حرب إعلامية ممنهجة وممولة بشكل كبير، رأس الحربة فيها حزب التحرير وداعش.
وقبل أسبوع نعى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، الناشط الإعلامي وابن محافظة درعا، “عاطف الساعدي”، الذي قضى جراء الأحداث التي تشهدها مدينة “درعا البلد”.
وفقد “الساعدي” حياته متأثراً بإصابته التي تعرض لها جراء المواجهات بين الفصائل المحلية من أبناء المنطقة وبين خلايا تنظيم “داعش”، وذلك في حي طريق السد في درعا البلد، وقبل 3 أيام، نجا “الساعدي” من عملية اغتيال من خلال إطلاق النار بشكل مباشر عليه في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي.
وفي ذات السياق، شهدت منطقة حي طريق السد اشتباكات عنيفة داخل الحي بين الفصائل المحلية وخلايا تنظيم داعش، أسفرت عن إحباط الفصائل المحلية عملية انتحارية قام بها أحد عناصر التنظيم، الذي فجر نفسه لعدم قدرته على الوصول إلى مكان تواجد المجموعة، بعد أن تم اكتشافه واستهدافه بإطلاق رصاص مما أجبره على تفجير نفسه حسب ما أفاد به مراسلنا هناك.
ويوم أمس، استهدف مجهولون بالأسلحة الرشاشة، سيارة العميد “فوزي أبو عراج” الذي يشغل منصب مدير منطقة بصرى الشام شرقي درعا، على طريق بلدة كحيل شرق درعا، وأسفر الاستهداف عن إصابة العميد بجروح خطيرة، كما أُصيب شرطيان المدعوين “عبد الله محمد الحموي” و”لؤي خالد الجدعان” بجروح متفاوتة، إذ ينحدر العميد ينحدر من قرية سمج شرق درعا.
يذكر أن محافظة درعا تشهد تصعيداً أمنياً منذ عدة أسابيع، بعد تمكن الفصائل المحلية من أبناء المنطقة وأبناء درعا من ملاحقة خلايا تنظيم داعش في الجنوب ومازالت الاشتباكات مستمرة بينهم بعد قتل عدد كبير منهم ومحاصرتهم وأحكام السيطرة على الوضع.