أثمرت إحدى مبادرات “منارات” بدعم من “فريق لنبني التطوعي”، والمركز المدني في مدينة الأتارب غربي حلب، عن افتتاح معرض للوحات فنية، تحت عنوان “مواهب أنثى” سلطت الضوء على تضحيات المرأة السورية وواقعها ضمن أحداث الثورة السورية.
مراسلنا “رامي السيد”، زار المعرض والتقى “يوسف كاجو” منسق المعرض، للحديث أكثر عن فكرته، وأهدافه، حيث قال: إن “المعرض كان إحدى ثمار مبادرة “منارات” وهدفها تمكين المرأة العاملة ورفع قدراتها، فكانت فكرة إقامة معرض خاص يجسد دور المرأة وتضحياتها منذ بداية الثورة السورية وحتى اليوم في ظل ظروف النزوح والتهجير القسري.
وأشار”كاجو” إلى أن فكرة المعرض كانت نتاج استبيان لعدد من النساء في المنطقة، ثم حضورهن جلسات نقاش مركزة للوقوف على أبرز الطرق التي تظهر دور المرأة، فكانت فكرة إقامة معرض فني يتناول معاناتها ودورها عن طريق الرسم الفني.
شارك في المعرض 16 رسامة، بعد نشر مسابقة الرسم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتولى المركز المدني مهمة تأمين كافة اللوازم المادية ، والأمور “اللوجستية” بالتعاون مع “فريق لنبني التطوعي”، وبعد شهر واحد تم إنتاج 32 لوحة فنية، كل لوحة تحكي قصة امرأة، وتجسد نجاحها في تحدي الواقع والظروف المحيطة بها، بطريقة مبسطة ومعبرة، خالية من التعقيد، لذا تم اعتماد أقلام الفحم في الرسم بدلاً من الألوان المائية أو الزيتية.
مراسلنا التقى “رزان عبدالله ” إحدى المشاركات في رسم اللوحات، تقول في حديث خاص إلينا: “شاركت بمعرض مواهب أنثى، بثلاث لوحات عبرت كل واحدة منهن عن فكرة معينة تخص تضحيات المرأة وصمودها”.
تحدثت “العبد الله” عن الأفكار التي تناولتها في رسم لوحاتها، فكانت إحدى اللوحات لسيدة معتقلة فقدت ابنها ولم تعد تراه، وبعد خروجها من السجن كان الولد قد توفي، فجسدت اللوحة، صَدمة الأم ومعاناتها بعد صبرها لتفجع بموت ابنها ذو العشر سنوات.
ورسمت في لوحة أخرى، صورة جمعت الحاضر والماضي، للمرأة الريفية العاملة في الحقول، كجزء أساسي من عملها ثم تعود إلى بيتها وأطفالها لتكمل مهمتها داخل المنزل بكل حب وتفان، فكانت هذه اللوحة بمثابة رمزية لواقعية المرأة العاملة خارج وداخل المنزل.
كما أظهرت الصور الملتقطة بعدسة مراسلنا، مواضيع مختلفة تخص المرأة وكفاحها خلال العشر سنوات الماضية، في لفتة من النساء إلى تسليط الضوء على دورهن في تقديم التضحيات في كافة المجالات والأدوار سواء المرأة المعلمة أو الطبيبة أو العاملة في الحقول أو في فن التطريز والنسيج والخياطة وغيرها من المجالات التي أبدعت فيها.