انتصف شهر تشرين الثاني دون أن يجد عدد كبير من المواطنين شمال سوريا، وسيلة تدفئة تناسب دخلهم المحدود، بعد أن ارتفعت جميع مواد التدفئة بشكل جنوني، بفارق الضعف تقريباً عن العام الماضي.
بالوقت الذي أطلق بعض الناشطين والإعلاميين، قبل يومين مبادرة شعبية، هدفها خفض أسعار المحروقات في مناطق إدلب، ولاسيما أنه رغم البرد الشديد هناك عائلات لم تشعل المدفأة بعد، بسبب عجزها عن شراء المحروقات أو المواد الأخرى البديلة، وقد سلطت منصة SY24 الضوء في تقرير سابق لها، على أسعار المازوت وقشر اللوزيات المعتمد في مدافئ القشر، والفحم والبيرين أيضاً.
وطالبت المبادرة الشعبية رفع الضرائب عن برميل المازوت المفروضة من عدة جهات بدءً من مصدره شمال حلب، وحتى إدلب، من قبل الفصائل والمجالس والحكومات، علّ المناشدات تلقى أذن صاغية للوقوف على هموم الشعب ومطالبه المحقة.
وتداول نشطاء لائحة بالضرائب المفروضة على برميل المازوت بشكل مفصل اطلعت SY24 على نسخة منها، وهي تبين المبالغ المضافة على البرميل إلى حين وصوله لـ متناول المواطنين.
حيث يدخل الفيول للمناطق المحررة عن طريق الشركة المعتمدة لقسد وهي شركة “خليفة” وتنتج برميل المازوت بتكلفة 85 دولار، ثم تبدأ سلسلة زيادات عليه بدءاً من تكلفة معالجة البرميل وهي 5 دولار، إلى حصة المجالس المحلية في مدينتي عفرين وأعزاز 3 دولار، وكذلك تأخذ الفصائل 2 دولار للبرميل الواحد، إلى أن يباع في محطات مدينة جرابلس حتى الغزاوية بسعر 115، وحين وصولها إلى المشتقات النفطية لدى حكومة الإنقاذ تفرض إتاوة 30 دولار للبرميل الواحد، ليباع أخيراً للمواطنين بسعر يتراوح بين 145 حتى 155 دولار.
أثارت هذه النشرة المتداولة بشدة بين الناشطين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، موجة غضب كبيرة بين الأهالي، الذين يعانون من غلاء فاحش في مختلف جوانب الحياة وصولاً إلى مواد التدفئة هذا العام.
على خلفية ذلك، تخلت أحد الفصائل عن حصتها البالغة 2 دولار على البرميل، بالوقت الذي رفضت حكومة الإنقاذ تخفيض نسبتها البالغة 30 دولار، مقابل كل برميل مازوت يدخل الى منطقة إدلب، أو إلغائها نزولاً عند متطلبات الشعب، وأصرت على أخذ المبلغ كاملاً دون مراعاة أوضاع الأهالي في مناطق إدلب.
وفي وقت سابق ذكر الناشط “أحمد المحمد”، أن حكومة الإنقاذ بالأساس قائمة على الكسب وليس الدعم، أي أنها لم تقدم حتى اليوم أي دعم في أي قطاع، بل تفرض الضرائب التي تزيد في الأسعار.
وأكد خلال حديثه إلينا، أن” معظم المواطنين لا قدرة لديهم على شراء هذه المواد، ولا حتى غيرها، فسعر طن الخشب وصل هذا العام إلى 120، مع العلم أن دخل العامل اليومي لا يتجاوز 50 ليرة تركية في أحسن الأحوال، إذا توفر العمل أصلاً، وتحتاج العائلة أكثر من 2 طن من مواد التدفئة لتجاوز الشتاء.
وقبل فترة ، أنذر فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان له، اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أن آلاف الأسر السورية في مخيمات النزوح تستقبل فصل الشتاء بـ “الفقر والعوز”، وسط توقعات بتدني درجات الحرارة بشكل كبير خلال الفترة القادمة.
وأضاف الفريق، أن الكثير من الأسر النازحة تعيش في الخيام والمباني غير المكتملة والمجهّزة، وهم عاجزون عن توفير أبسط سبل الدفء، وهناك مئات الآلاف من المدنيين تستقبل الشتاء ضمن المخيمات بعد أن أُجبِروا على الفرار من العمليات العسكرية في شمال غرب سوريا.