أحيا عشاق الكرة في الشمال السوري افتتاح بطولة كأس العالم 2022 والتي تقام في دولة قطر على طريقتهم الخاصة، في حين أكد كثيرون أن هذه النسخة مختلفة عن مونديالات سابقة، في حين وجد سكان مناطق النظام فيه فرصة للسخرية من الواقع الخدمي المتردي.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، كان اللافت للانتباه إعلان عدد من الصالات في مناطق متفرقة من الشمال السوري، بدء عرض مباريات كأس العالم طيلة فترة المونديال، بعد أن تم تزويدها بشاشات عرض كبيرة من قبل جهات قطرية راعية لهذه المبادرة.
وبالتزامن مع الاحتفال الذي شهده استاد “البيت” في الدوحة بحضور أمير قطر وعدد من زعماء العالم، بدأ سكان الشمال الاحتفالات قبيل وقت قصير على انطلاقة أولى مباريات المونديال.
وبدأت العراضات الشامية تقدم الفقرات التراثية والفلكلورية المعروفة، إضافة للهتافات المرحبة لمونديال كأس العالم، والشاكرة بذات الوقت لدولة قطر ومؤسساتها على مبادرتها التي هدفها زرع الفرحة في قلوب عشاق المستديرة في الشمال السوري.
وعلى باب كل صالة من الصالات المخصصة لعرض مباريات المونديال، تم رفع علم الثورة إلى جانب علم دولة قطر، إضافة إلى رفع لافتات كتب عليها “يلا حيهم ارحبو” و “أنا عربي وأدعم قطر”، وهتافات مثل “يا قطر تحيا رجالك”، و”الليل يا أبو الليالي وقطر والله ياغالي”، وغيرها من الهتافات الفلكلورية الأخرى.
كما قدمت عرضاً راقصاً بالسيف والترس، كتقليد شعبي تراثي متعارف عليه منذ قديم الزمان في سوريا.
وكان من اللافت أيضاً، التنافس الطريف والفريد من نوعه بين فرق “العراضات الشعبية” والتي حاولت كل واحدة منها تقديم أفضل ما لديها ترحيباً بمونديال قطر 2022.
وامتلأت صالات العرض التي افتتحت أبوابها بشكل مجاني أمام جماهير الكرة في الشمال، إضافة لتقديمها لهم كافة المشروبات الساخنة والباردة طيلة عرض المباراة الأولى التي جمعت فريقي قطر والإكوادور.
وأجمع عدد من أبناء الشمال السوري على أن مونديال قطر 2022 بنسخته الحالية مختلف جدا عن النسخ السابقة.
ورصدت منصة SY24، آراء عدد من القاطنين في الشمال السوري، إذ قال “أبو محمد”: “تابعنا مباراة الافتتاح بين فريقي قطر والإكوادور، وكان حفل الافتتاح لافت للانتباه بشكل كبير جداً، وكان من الواضح الاختلاف الكبير عن المونديالات السابقة”.
وعن رأيه في أول مباريات المونديال قال “أبو محمد”: “المباراة شهدت الكثير من التوتر من جانب الفريق القطري كونه كان يلعب بين جمهوره وعلى أرضه، أما فريق الإكوادور المنافس نزل إلى أرض الميدان ولعب بطريقة هجومية قوية”.
وتابع “نأمل أن يعمل الفريق القطري على تعويض النتيجة في مبارياته القادمة، ونتمنى له الوصول إلى أدوار متقدمة”.
وأكد “أبو محمد” أنه مستمر في متابعة كل المباريات على أمل أن يكون هذا المونديال مغايراً للمونديالات السابقة، سواء من خلال قوة المنافسة بين المنتخبات الرياضية، أو من خلال الأهداف الجميلة التي سيتم تسجيلها خلال تلك المباريات”.
ووافق “أبو سعيد” ما تحدث به “أبو محمد”، مؤكداً أن “الفريق القطري لم يُقدم ما هو مطلوب منه في المباراة الافتتاحية، وكان من الواضح أنه مضغوط جدا ومتوتر، ونتمنى أن يتم التعويض في المباراة القادمة”.
وبالتوجه صوب مدينة “عفرين” قال “أبو عمار” واحد من سكان المدينة لمنصة SY24، إن “الصالة المخصصة لعرض مباريات كأس العالم كانت ممتلئة بالكثير من عشاق الرياضة”، مؤكداً أن “الفرحة كانت واضحة على وجوه كل الذين جاؤوا لمتابعة مباريات كأس العالم”.
وأضاف أنه “تم تقديم قطع الحلوى للحاضرين (الضيافة)، إضافة إلى تقديم المشروبات (شاي وقهوة) للجميع”.
وأشار إلى أن الصالة شهدت حضوراً من مختلف أبناء المحافظات، وكان هذا الأجمل في هذه المبادرة التي جمعت مختلف أبناء المحافظات تحت سقف واحد لمتابعة كرة القدم.
وحسب “أبو عمار” فإن الصالة التي تم عرض مباراة الافتتاح لم تشهد حدوث أي مشاكل أو تجاوزات من قبل عشاق الرياضة، مبيناً أن الجميع كانوا سعداء في أجواء من الألفة والمحبة.
وأكد “أبو عمار” على أهمية مثل هكذا مبادرات وبخاصة التي لها علاقة برياضة كرة القدم “اللعبة الشعبية ذات الجماهيرية الكبيرة”، كونها تؤدي إلى التكاتف والتلاحم بين عشاقها من أبناء الشمال السوري والنازحين إليه من مختلف المحافظات، حسب وصفه.
وفي مناطق النظام ومنها السويداء ودمشق، كان “مونديال كأس العالم” فرصة للقاطنين هناك للسخرية من الواقع المتردي وعلى رأسه الكهرباء.
وأكد عدد من أبناء السويداء أن “جميعهم وعلى قلب واحد يشجعون عودة الكهرباء إلى مناطقهم”، في إشارة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يمنعهم من متابعة البطولة.
وقال عدد آخر منهم “لقد حرمنا من أبسط مستلزمات الحياة ولم نعد نحلم إلا برغيف الخبز الجيد ولتر المازوت وجرة الغاز”.
وسخر آخرون من النظام السوري وحكومته بالقول “نطلب من قطر الحبيبة أن تمدنا بالكهرباء لنشجعها”.
وعبّر آخرون عن حزنهم على عدم قدرتهم على متابعة أحداث المونديال بالقول “من سيكون قادراً على متابعة المونديال في ظل هذا التجويع الذي نعيشه؟”.
وأشار عدد من سكان باقي المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام السوري، إلى أنهم غير مهتمين بمتابعة مباريات كأس العالم نظراً للظروف المعيشية والخدمية المتردية.
وقال أحد سكان دمشق لمنصة SY24، إن النظام لجأ إلى قطع الكهرباء مدة 12 ساعة صباح أمس الأحد، وفي مناطق أخرى 8 ساعات متواصلة، بحجة أنه يريد وصل التيار الكهربائي حال انطلاقة المونديال ولمدة 3 ساعات فقط، الأمر الذي أثار سخط كثيرين.
ومساء أمس الأحد، انطلقت أولى مباريات كأس العالم بين منتخبي قطر والإكوادور، على أرض استاد “البيت” في العاصمة القطرية الدوحة، والتي انتهت بفوز الإكوادور بهدفين مقابل لا شيء للمنتخب القطري.